اليوم، الجمعة الموافق 24 أكتوبر 2025، نحتفل بذكرى ميلاد الفنان العظيم عبد المنعم إبراهيم، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز أعمدة الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح المصري، حيث ترك بصمة فريدة تمزج بين خفة الظل والصدق الإنساني، فقد استطاع أن يُضحك أجيالًا عديدة بموهبته الفطرية وأسلوبه البسيط، ويُعتبر إرثه الفني خالدًا لا يزال حيًا في ذاكرة عشاق الفن حتى يومنا هذا.

عبد المنعم إبراهيم حول إحالة الفنانين إلى المعاش

تحدث الفنان الراحل في عدة تصريحات صحفية عن حبه العميق للمسرح، الذي اعتبره بيته الأول ومدرسته الحقيقية، وفي آخر لقاء له خلال بروفات مسرحية “5 نجوم”، قال: “قضية إحالة الفنان إلى المعاش تمثل مأساة حقيقية، صحيح أن الفنان يمكنه أن يستمر في العمل، لكن قرار الإحالة بحد ذاته مؤلم جدًا وصعب على أي فنان، فالفنان أكبر من أي قرار طالما أن عطاؤه الفني مستمر، ومع ذلك، فإن قرار الإحالة يشبه الرصاصة القاتلة التي تخترق مشاعر الفنان بقسوة”.

أما عن رأيه في وضع مسرح الدولة بعد سنوات طويلة من العمل، فقد عبر بحزن عن ذلك قائلاً: “مسرح الدولة فقد قيمته، لم يعد كما كان، القيم والتقاليد القديمة انتهت، أين حب المسرح؟ وأين التفاني والإخلاص؟ للأسف، القيم المادية طغت على كل شيء”. واستكمل حديثه بالإيمان بأن عظمة الأمم والشعوب تقاس بحبها للمسرح وتفاعلها معه، لأنه يُعتبر مدرسة للشعب، مليء بالعلم والثقافة والتوعية.

من هو عبد المنعم إبراهيم؟

وُلد عبد المنعم إبراهيم محمد حسن الدُغبشي في 24 أكتوبر 1924 في مدينة بني سويف، بينما تعود أصول أسرته إلى قرية ميت بدر حلاوة في محافظة الغربية، حصل على دبلومة من المدارس الصناعية ببولاق، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج عام 1949، لينضم بعد ذلك إلى فرقة المسرح الحديث تحت إشراف الفنان الكبير زكي طليمات، حيث شارك في عدد من المسرحيات مثل “مسمار جحا” و”ست البنات”.

بدأ عبد المنعم إبراهيم مسيرته الفنية على خشبة المسرح قبل أن ينتقل إلى السينما، ليصبح واحدًا من أبرز نجوم الكوميديا، حيث تميز بأدائه العفوي الذي يستطيع أن يُضحك الناس دون مبالغة، وبقدرته على الدمج بين الكوميديا والمشاعر الإنسانية الصادقة.

أعمال عبد المنعم إبراهيم

من أبرز أعماله السينمائية فيلم “سر طاقية الإخفاء” الذي تجسد فيه شخصية عصفور، وفيلم “إشاعة حب” بدور محروس، بالإضافة إلى مشاركته المميزة في أفلام مثل “الزوجة رقم 13″ و”بين القصرين” وغيرها من الأعمال التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور، وقد عُرف عبد المنعم إبراهيم بموهبته الكبيرة وتنوعه الفني، حيث انتقل بسلاسة بين المسرح والسينما والتليفزيون، تاركًا بصمة قوية في جميع المجالات، وكان يتمتع بروح مرحة وطيبة قلب جعلت زملاءه والجمهور يطلقون عليه لقب “الممثل الضاحك الباكي”، إذ عاش حياة مليئة بالمآسي رغم ابتسامته الدائمة.