تستعد واشنطن لاستهداف شركات النفط الروسية الكبرى مثل “روسنفت” و”لوك أويل” من خلال فرض عقوبات جديدة تهدف إلى تعطيل إمدادات الطاقة الحيوية إلى آسيا حيث يُتوقع أن تؤثر هذه الخطوة بشكل كبير على الأسواق النفطية وتحديدًا على الهند والصين اللتين تعتمد كل منهما بشكل كبير على النفط الروسي وتأتي هذه العقوبات في سياق الضغط المتزايد على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا مما قد يؤدي إلى صدمة مرتقبة في الإمدادات النفطية في المنطقة ويُشير الخبراء إلى أن العقوبات قد تُجبر المشترين على البحث عن بدائل أخرى مما سيرفع من تكاليف النقل ويزيد من تعقيدات عمليات الشراء في المستقبل القريب.

عقوبات الولايات المتحدة على شركات النفط الروسية وتأثيرها على الأسواق

تواجه شركات النفط الروسية “روسنفت” و”لوك أويل” ضغوطًا كبيرة نتيجة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، حيث يُعتبر هذا القرار تهديدًا لشريان الطاقة الذي يربط موسكو بأسواقها الآسيوية، ورغم ذلك، لا يُتوقع أن يؤدي إلى صدمة فورية في الإمدادات، وفقًا لآراء خبراء القطاع الذين تحدثوا لشبكة CNBC، وقد أشارت وزارة الخزانة الأميركية إلى أن هذه العقوبات تأتي بسبب عدم جدية موسكو في إنهاء الحرب في أوكرانيا، وتهدف إلى إضعاف قدرة الكرملين على تمويل نشاطاته العسكرية، مع إمكانية فرض إجراءات إضافية في المستقبل.

تأثير العقوبات على صادرات النفط الروسية

تشكل “روسنفت” و”لوك أويل” معًا نحو نصف صادرات روسيا من النفط الخام، والتي تتجاوز 4 ملايين برميل يوميًا، وتوجه معظم هذه الإمدادات إلى الأسواق الآسيوية بعد أن فرض الغرب سقفًا لسعر النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل، واستوردت الصين نحو مليوني برميل يوميًا من النفط الروسي في سبتمبر، بينما بلغت واردات الهند حوالي 1.6 مليون برميل يوميًا، مما يشير إلى أن هذه العقوبات قد تُحدث اضطرابًا واسعًا في صادرات النفط الخام الروسية، وقد تدفع كبار المشترين إلى تقليص مشترياتهم أو حتى وقفها مؤقتًا على المدى القريب.

تأثير العقوبات على الهند والصين

من المتوقع أن تؤثر هذه العقوبات بشكل مباشر على مصافي التكرير الهندية المرتبطة بالإمدادات الروسية، بما في ذلك الشركات الحكومية مثل النفط الهندي وبهارات بتروليوم، وقد بدأت هذه الشركات في تدقيق عقودها النفطية للتأكد من عدم ارتباطها بـ”روسنفت” أو “لوك أويل”، كما أن الشركات الصينية المملوكة للدولة ستتعامل بحذر مع الشحنات المرتبطة بالشركتين الروسيتين، مما قد يؤدي إلى توقف قصير الأجل في تدفقات النفط الخام الروسي، ومع ذلك، يتوقع المحللون أن تظل بعض التدفقات مستمرة، مما يعني أن المشترين سيتعين عليهم البحث عن طرق بديلة للنقل والدفع، ما يزيد من التكاليف والتعقيدات، وهو ما تسعى إليه واشنطن لخفض أرباح موسكو دون وقف صادراتها بالكامل.