شهدت أسعار الفضة تراجعًا حادًا في الأسواق المحلية والعالمية، حيث انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ 45 عامًا وسط ضبابية اقتصادية متزايدة وتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية في الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، ومع ذلك، فإن المخزونات العالمية للفضة تواصل الانخفاض، مما يشير إلى وجود نقص هيكلي حقيقي في السوق، حيث سجل الطلب العالمي على المعدن تخطي المعروض بنحو 678 مليون أوقية منذ عام 2021، مما يعكس أهمية الفضة كملاذ آمن في ظل الظروف الاقتصادية الحالية المتقلبة.
تراجع أسعار الفضة: تحليل للأسباب والتوقعات
تراجعت أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الأربعاء، وذلك بعد أسابيع من المكاسب القياسية التي أوصلت المعدن الأبيض إلى أعلى مستوياته التاريخية، يأتي ذلك في ظل ضبابية اقتصادية عالمية وتزايد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية في الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وفقًا لتقرير صادر عن مركز "الملاذ الآمن للأبحاث" الذي يسلط الضوء على أهمية هذه التحركات في أسواق المعادن الثمينة.
في السوق المحلية، شهدت أسعار الفضة تراجعًا بنحو 4 جنيهات، حيث سجل جرام الفضة عيار 800 نحو 72 جنيهًا، بينما بلغ عيار 925 حوالي 83 جنيهًا، في حين سجل عيار 999 حوالي 90 جنيهًا، واستقر جنيه الفضة عيار 925 عند 664 جنيها، أما على الصعيد العالمي، فقد انخفضت الأسعار بنحو 4 دولارات لتصل إلى 48 دولارًا للأوقية، بعد أن لامست مستوى 55 دولارًا للأوقية في 16 أكتوبر الجاري، وهو أعلى سعر تاريخي للفضة، ويرتبط هذا التراجع بموجة تصحيح حادة بنسبة 7% نتيجة لارتفاع الدولار وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة.
علاوة على ذلك، تصدر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري "عادل" مع الصين، التفاؤل في الأسواق العالمية، ما أدى إلى دعم صعود مؤشرات الأسهم والسلع الدورية على حساب الأصول الدفاعية مثل الذهب والفضة، في الوقت نفسه، استقر مؤشر الدولار الأمريكي قرب أعلى مستوى له في أسبوع، مما زاد من تكلفة الفضة على المستثمرين غير الأمريكيين، وهو ما فاقم الضغوط على الأسعار، ومع ذلك، تظل النظرة العامة للمعادن الثمينة إيجابية، حيث تتوقع الأسواق خفضًا شبه مؤكد للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم للفيدرالي، مما قد يدعم أسعار الفضة على المدى الطويل.
في سياق آخر، شهدت أسواق الفضة العالمية في أكتوبر اضطرابًا غير مسبوق منذ أربعة عقود، حيث بدأ الطلب في الهند وانتشر إلى لندن، مركز تجارة الفضة العالمي، فقد أعلن فيبين راينا، رئيس التداول في شركة MMTC-Pamp India Pvt، عن نفاد مخزون شركته للمرة الأولى في تاريخها، مما يعكس الجنون الذي شهدته السوق، وقد أدى هذا الطلب القياسي، بالتزامن مع توقف الإمدادات الصينية، إلى ارتفاع العلاوات السعرية في الهند إلى أكثر من 5 دولارات للأونصة، وهو مستوى غير مسبوق، بينما أدى النقص الحاد في المعروض في لندن إلى تجميد عروض الأسعار بين البنوك الكبرى، مما يعكس الوضع الحالي للسوق الذي قد يكون فرصة جيدة للمستثمرين على المدى الطويل.


التعليقات