أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن إيران لن تعود إلى المفاوضات ما لم تتخلَ الولايات المتحدة عن نهجها التوسعي وجشعها في المطالب غير المعقولة، وذلك في تصريح له لدى وصوله إلى مطار مشهد الدولي، حيث يتولى رعاية منتدى إقليمي بعنوان “دبلوماسية المحافظات” ويعكس هذا الموقف الإيراني رغبة واضحة في تحقيق شروط تفاوضية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح الوطنية، مع التأكيد على أهمية فصل المفاوضات مع الأطراف الأخرى عن تلك المرتبطة بالولايات المتحدة، مما يشير إلى تحول في السياسة الإيرانية تجاه التزاماتها الدولية بعد إعلان انتهاء صلاحية القرار 2231، وبالتالي يسعى العراقجي إلى إعادة تشكيل المشهد الدبلوماسي بطريقة تضمن مصالح إيران وتعزز من موقفها الإقليمي.

تصريحات وزير الخارجية الإيراني حول المفاوضات مع الولايات المتحدة

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران لن تعود إلى طاولة المفاوضات ما لم يتخلّ الأمريكيون عن جشعهم ونهجهم التوسعي، ويستمرون في طرح مطالب غير معقولة على بلاده، جاء ذلك في تصريحاته للصحفيين عند وصوله إلى مطار “الشهيد هاشمي نجاد” الدولي في مدينة مشهد المقدسة، حيث سيترأس منتدى إقليمياً بعنوان “دبلوماسية المحافظات”، وأوضح عراقجي أن المفاوضات السابقة مع الأمريكيين، بالإضافة إلى المحادثات في نيويورك، توقفت دون تحقيق أي تقدم، وذلك بسبب جشع الطرف الأمريكي.

في ذات السياق، أكدت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، أن دولاً مثل روسيا والصين، إلى جانب إيران، أعدّت رسالة مشتركة تُفيد بأن العمل بقرار مجلس الأمن 2231 “انتهى عملياً”، وفقاً لموقع “إيرنا”، وأشارت إلى أن “الغالبية العظمى من المجتمع الدولي لا تقبل النهج الأحادي”، مما يعكس رفض المواقف الانفرادية في التعامل مع الملف الإيراني، وحول المفاوضات، أوضحت مهاجراني أنها تفضل فصل مفاوضات إيران مع مختلف الأطراف عن تلك المتعلقة بالولايات المتحدة، مؤكدة على أهمية الاحترام المتبادل والمصالح الوطنية في أي حوار.

من الناحية التحليلية، تُعدّ تصريحات مهاجراني انعكاساً واضحاً لتحول إيراني في الموقف تجاه التزاماتها الدولية، بعد أن أعلنت إيران وروسيا والصين انتهاء صلاحية القرار 2231، الذي اعتمده الأمم المتحدة عام 2015، كما أنها تُعبر عن رفض طهران لاستخدام آليات مثل “الإعادة التلقائية” لفرض عقوبات أممية، وأكدت مهاجراني أن إيران منفتحة على الحوار، ولكن بشروط معقدة تتضمن احترام السيادة الإيرانية، مما يشير إلى رغبة طهران في تغيير مسار المفاوضات نحو صيغة أكثر تعددية وإقليمية، ما يعكس محاولة لإعادة تشكيل المشهد الدبلوماسي بعيداً عن الهيمنة الأحادية.