سلط العدد الجديد من جريدة القاهرة الضوء على أهمية الفن كمرآة للنفس البشرية حيث يبرز كيف أن الفن يملأ الفجوة بين الإحساس والتعبير ويعكس ما لا يمكن أن تقوله الكلمات في كثير من الأحيان فالفن يصبح الوسيط الأكثر صدقاً بين الإنسان وذاته ويتيح له التعبير عن مشاعره العميقة دون خوف من الحكم أو الرفض مما يجعل اللوحات والموسيقى والمسرح أدوات فعالة لفهم النفس البشرية بشكل أعمق وتقديم صورة صادقة عن المشاعر والأفكار التي قد تكون مؤلمة أو مربكة.
الفن كمرآة للنفس البشرية
تتناول جريدة القاهرة في عددها الجديد أهمية الفن كوسيلة تعبير تعكس أعماق النفس البشرية, حيث يملأ الفن الفجوة بين الإحساس والتعبير, فالإنسان لا يتحدث دائمًا عن مشاعره, وهذه الحقيقة تمثل جوهر فهم النفس البشرية, فالكلمات قد تكون قوية ولكنها أحيانًا تعجز عن نقل التجارب الوجدانية الكاملة, إذ توجد مشاعر عميقة لا يمكن التعبير عنها لفظيًا, مما يجعل الفن يلعب دورًا أساسيًا في سد تلك الفجوة.
الفن كوسيط صادق بين الإنسان وذاته
تسلط الجريدة الضوء على أن الفن يصبح الوسيط الأكثر صدقًا بين الفرد وذاته, فهو يعكس ملامح النفس كما هي, بلا تزييف أو مواربة, كما تؤكد عالمة النفس مارجريت ناومبورج أن الفن هو لغة اللاوعي, فالصورة التي يبدعها الفرد في جلسات العلاج بالفن تعتبر مفاتيح لفهم ذاته الأعمق, فعندما يمسك الفرد بالفرشاة أو يختار لونًا معينًا, فإن هذا الاختيار يعكس مشاعره الداخلية, فاللون الأحمر قد يشير إلى الغضب أو الشغف, بينما الأزرق قد يعكس الحزن أو البحث عن السلام.
الفن كمرآة نفسية تعكس المشاعر
تتحول اللوحات الفنية إلى مرآة تعكس ما يجري في الداخل, حيث تكشف عن المشاعر التي تخفيها الكلمات, فالإيقاع في الموسيقى أو الحركة على خشبة المسرح يمثلان لغة أخرى تعبر عن الذات بحرية, فعندما يرسم الطفل بيتًا بلا أبواب أو شمسا باهتة, فإنه يكشف عن إحساس بالانعزال أو فقدان الأمان, بينما طفل آخر يختار ألوانًا صارخة, فقد يعبر عن قلق داخلي أو طاقة زائدة يبحث لها عن مخرج, وهكذا يصبح العمل الفني مرآة نفسية دقيقة تكشف خيوط المشاعر المختبئة خلف الوعي.

التعليقات