في تحول تاريخي يعكس دخول اليابان عهد النساء، أصبحت ساناي تاكايتشي أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في البلاد، مما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في مجالي السياسة والأعمال، ومع ذلك، فإن الطريق أمام تاكايتشي ليس مفروشًا بالورود، حيث تواجه تحديات اقتصادية وسياسية معقدة تتطلب منها قيادة حكومتها بكفاءة في ظل ظروف صعبة، ويبرز ذلك من خلال الأزمات الاقتصادية المتزايدة والسخط الشعبي، مما يجعل فترة ولايتها اختبارًا حقيقيًا لقدرتها على إدارة هذه التحديات، بالإضافة إلى استحقاقات دبلوماسية حساسة قد تؤثر على مستقبل سياستها الخارجية وتوجهات حكومتها الجديدة.

ساناي تاكايتشي: أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان

في خطوة تاريخية تعكس تغييرات جذرية في السياسة اليابانية، أصبحت ساناي تاكايتشي أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان، حيث تأتي هذه اللحظة في وقت حساس للغاية بالنسبة للبلاد، التي لطالما واجهت تحديات في مجال المساواة بين الجنسين، وخاصة في السياسة والأعمال، ورغم أن هذا الإنجاز يعد رمزياً، إلا أنه يحمل في طياته الكثير من التحديات التي تنتظر تاكايتشي في ولايتها الجديدة.

التحديات السياسية والاقتصادية

تبلغ تاكايتشي من العمر 64 عاماً، وقد تولت رئاسة الحكومة بعد فوزها برئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي، في وقت يعاني فيه الحزب من انقسامات داخلية حادة نتيجة فضائح تمويل سابقة وتراجع شعبيته بعد عقود من السيطرة على المشهد السياسي، ورغم وعودها بتشكيل حكومة تمثل نسبة غير مسبوقة من النساء، فإن الطريق أمامها مليء بالعقبات، حيث تواجه منذ اليوم الأول أزمة معيشية خانقة وارتفاعاً في تكاليف المعيشة، بالإضافة إلى سخط شعبي تجاه سياسات الهجرة التي تعتبر حلاً لأزمة الشيخوخة والانكماش السكاني.

الدبلوماسية والواقع السياسي

في الأسابيع المقبلة، ستخوض تاكايتشي اختباراً دبلوماسياً مهماً، حيث من المتوقع أن تستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في طوكيو، وهو حدث قد يضعها في مواجهة مباشرة مع رئيس يصعب التنبؤ بمواقفه، وبعد ذلك، ستتوجه إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، حيث ستسجل ظهورها الأول على المسرح الدولي، ومع التحديات الداخلية، تواجه تاكايتشي واقعاً سياسياً معقداً بعد فقدان الدعم التقليدي من حزب كوميتو، مما اضطرها لعقد تحالف جديد مع حزب الابتكار الياباني، وهو تحالف يصفه المراقبون بأنه "زواج مصلحة".

آفاق المستقبل

رغم كونها معروفة بتوجهاتها المحافظة، فقد أظهرت تاكايتشي براغماتية ملحوظة في الأسابيع الأخيرة، حيث تجنبت الحديث عن تعديل الدستور وتغيبت عن مهرجان معبد ياسوكوني، مما يعكس رغبتها في تجنب توتر العلاقات مع الصين، وفي وقت قريب، من المتوقع أن تعلن عن تشكيل حكومتها الجديدة، التي ستتضمن ساتسوكي كاتاياما كأول وزيرة مالية في تاريخ اليابان، ولكن على الرغم من الزخم التاريخي لتولي امرأة هذا المنصب، فإن التحالف الجديد يواجه وضعاً برلمانياً هشاً، مما قد يضعف قبضتها على السلطة ويجعلها عرضة للابتزاز السياسي من شركائها.