حذر تقرير دولي جديد من أن خفض تمويل مكافحة الملاريا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تهدد حياة ملايين البشر ويؤدي إلى خسائر اقتصادية ضخمة تصل إلى مليارات الدولارات بحلول عام 2030، حيث يشير التحليل إلى أن تقليص مساهمات الدول الغنية في صندوق مكافحة الملاريا سيؤدي إلى زيادة كبيرة في حالات الإصابة والوفيات، مما يضع ضغوطًا إضافية على الجهود المبذولة للقضاء على هذا المرض، خاصة في ظل التحديات الجديدة مثل الكوارث المناخية ومقاومة الحشرات، ومن هنا تتضح أهمية الحفاظ على التمويل لضمان تحقيق الأهداف العالمية في مكافحة الملاريا وتحسين الصحة العامة في الدول المتأثرة.

التحذير من خطر العودة لانتشار الملاريا

حذر تقرير دولي حديث من أن تقليص مساهمات الدول الغنية في صندوق مكافحة الملاريا قد يؤدي إلى عودة انتشار المرض بشكل واسع، مما يهدد حياة ملايين الأشخاص ويؤدي لخسائر اقتصادية تقدر بمليارات الدولارات بحلول نهاية العقد الحالي، وأوضح التحليل الذي أعدته منظمات Malaria No More UK وتحالف القادة الأفارقة لمكافحة الملاريا أن تقليص التمويل المخصص للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا قد يتسبب في زيادة تصل إلى 33 مليون حالة إصابة جديدة و82 ألف وفاة إضافية بحلول عام 2030، بالإضافة إلى خسائر في الناتج المحلي الإجمالي العالمي تصل إلى أكثر من 5 مليارات دولار.

التحديات المتزايدة في مكافحة الملاريا

قال غاريث جنكينز، مدير السياسات في المنظمة، إن "خفض التمويل يعني المخاطرة بأشد موجة تفشٍ قاتلة شهدها العالم على الإطلاق"، وأشار التقرير إلى أن التحديات الجديدة التي تواجه جهود القضاء على الملاريا تشمل الكوارث المناخية المتكررة والأزمات الإنسانية التي توسع من رقعة انتشار البعوض، إلى جانب تنامي مقاومة الحشرات والممرضات للمبيدات والأدوية المضادة، ومن جانبها، أكدت جوي فومافي، وزيرة الصحة السابقة في بوتسوانا، أن "الدول الأفريقية تبذل جهودًا كبيرة لتكثيف استثماراتها المحلية في مكافحة الملاريا، لكنها تحتاج إلى دعم عالمي".

أهمية التمويل الكامل لمكافحة الملاريا

يغطي الصندوق العالمي نحو 60% من التمويل الدولي لجهود السيطرة على الملاريا، بما في ذلك توفير الناموسيات المعالجة بالمبيدات والأدوية الوقائية، لكن التقرير حذر من أن أي تخفيض بنسبة 20% في التمويل، كما تلمح إليه بعض الدول المانحة، سيقوض المكاسب التي تحققت على مدى العقدين الماضيين، وكانت ألمانيا قد تعهدت مؤخرًا بمليار دولار لدعم الصندوق، وهو مبلغ يقل بنسبة 23% عن تعهدها السابق، بينما تدرس بريطانيا خفض مساهمتها بنسبة 20%، وأكد التقرير أن انهيار برامج الوقاية بالكامل قد يؤدي إلى تسجيل أكثر من 525 مليون إصابة إضافية، ونحو مليون وفاة، بما في ذلك 750 ألف طفل دون سن الخامسة، مما يوصف بأنه "خسارة جيل كامل بسبب الملاريا".