تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية اليوم بذكرى استشهاد القديس سرجيوس ورفيقه القديس واخس اللذين اختارا الإيمان القوي على الخضوع لعبادة الأوثان في زمن الإمبراطور مكسيميانوس حيث تعرضا لتعذيب قاسي بسبب رفضهما للعبادة الوثنية ونتيجة لذلك، نال القديسان إكليل الشهادة وأصبحا رمزين للإيمان في التاريخ المسيحي وخلدت ذكراهما من خلال إنشاء كنائس في مصر، مثل كنيسة أبي سرجة، التي تعد من أقدم الكنائس وتحتوي على مغارة العائلة المقدسة، مما يعكس أهمية الإيمان والشجاعة في مواجهة الاضطهاد الديني.

تاريخ استشهاد القديس سرجيوس

تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في هذا اليوم، العاشر من شهر بابة من السنة القبطية ١٧٤٢ للشهداء، ذكرى استشهاد القديس سرجيوس رفيق القديس واخس، اللذين قدما شهادة قوية للإيمان خلال فترة حكم الإمبراطور مكسيميانوس، الذي امتد من عام ٢٨٤ إلى ٣١٢ ميلادي، حيث رفضا بشجاعة عبادة الأوثان، مما أدى إلى تعرضهما للاضطهاد الشديد، وهذا ما يجعل قصتهما تظل حية في قلوب المؤمنين.

رفض عبادة الأوثان وتعرضهما للعذاب

وفقًا للسنكسار الذي يسجل سير الآباء الشهداء، كان القديسان من كبار الضباط المقربين من الإمبراطور، لكنهما وقفا في وجه الظلم، مما أثار غضب الإمبراطور، فأمر بإرسالهما إلى والي سوريا أنطيوخس ليعذبهما، وقد تعرض القديس واخس لعذابات قاسية انتهت بقطع رأسه، بينما أُلقي بالقديس سرجيوس في السجن، وفي رؤيا سماوية، رأى رفيقه منيرًا وممجّدًا، مما أعطاه القوة ليواصل إيمانه.

إرث القديس سرجيوس وتأثيره

استمر الوالي في تعذيب القديس سرجيوس، حيث أمر بتسمير قدميه بمسامير طويلة وسحبه مربوطًا في ذيول الخيل إلى الرصافة بالشام، وهناك نال إكليل الشهادة بقطع رأسه، بعد أن تمسك بإيمانه، وبعد استشهاده، أُقيمت كنيسة كبيرة على اسمه في الرصافة، حيث وُضع جسده الطاهر في تابوت من الرخام، وكان ينبع منه دهن طيب يشفي الأمراض، وفي مصر القديمة، شُيدت كنيسة أثرية تُعرف بـ كنيسة أبي سرجة، والتي تُعتبر من أقدم كنائس القاهرة، وتحت هيكلها توجد المغارة التي أقامت فيها العائلة المقدسة أثناء هروبها إلى أرض مصر.