في فيلم “كولونيا” الذي يقدمه المخرج محمد صيام، يتم استكشاف العلاقة المعقدة بين الأب والابن في تجربة درامية تتجاوز الحدود التقليدية للأبوة، حيث تدور أحداث الفيلم في ليلة واحدة خانقة تكشف عن الخلافات والذكريات المؤلمة التي تعيق المصالحة، مما يجعلنا نتعمق في معاني الوفاء والتضحية، ويعرض الفيلم في مهرجان الجونة السينمائي ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ويجمع بين الموهوب أحمد مالك والممثل الفلسطيني كامل الباشا، مما يضيف عمقًا للتجربة الفنية التي تسلط الضوء على صراع الأجيال وتباين وجهات النظر بين شخصياته.

فيلم كولونيا: رحلة في أعماق العلاقة بين الأب والابن

في تجربة روائية جريئة، يقدم المخرج محمد صيام فيلمه الجديد “كولونيا” (My Father’s Scent) خلال مهرجان الجونة السينمائي، حيث يتناول الفيلم علاقة معقدة بين الأب والابن، ويستعرض مشاعر الخذلان والحنين، ويكشف عن ذكريات مؤلمة لم تُكتمل، تدور أحداث الفيلم في ليلة واحدة، حيث تتصاعد الخلافات بين الشخصيتين، مما يضعنا في حالة من التوتر العاطفي، فنشهد محاولات المصالحة بعد فترات من الغياب والجفاء، مما يجعلنا نتساءل عن إمكانية إعادة بناء هذه العلاقة المتصدعة.

الأفلام المشاركة والتحديات

ينافس “كولونيا” أكثر من عشرة أفلام أخرى في المسابقة الرسمية، بما في ذلك أعمال مخرجين معروفين مثل جيم جارموش، الذي قدم فيلمه “أب، أم، أخت، أخ”، والذي حصل على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا، وهذا يجعل المنافسة صعبة للغاية، ومع ذلك، يتمتع الفيلم بفرصة فريدة بفضل أداء الممثلين، مثل أحمد مالك وكامل الباشا، بالإضافة إلى مشاركة مايان السيد، حيث يسعى الفيلم لتفكيك مفهوم الأبوة، ويغوص في عمق العلاقات الأسرية المعقدة، مما يضيف بعدًا إنسانيًا عميقًا للقصة.

التقنيات السينمائية والتعبير الفني

تستخدم تقنية السرد الزمني ليوم واحد لخلق شعور بالاختناق الدرامي، مما يعزز من حدة المشاعر، وتظهر الكادرات الضيقة والمكان المتهالك كيف يتقاطع الحنين مع الذنب، وفي ظل هذه الأجواء، يظهر الأب الغاضب الذي يعاني من خسارات متعددة، ومع ذلك، يبقى صامتًا، مما يزيد من تعقيد العلاقة مع ابنه، ورغم بعض التحديات في الإنتاج، يقدم الفيلم تجربة فنية مميزة، حيث يتمكن محمد صيام من تقديم لغة سينمائية فريدة تعكس اختناق الأبطال، مما يجعلنا نعيد التفكير في العلاقات العائلية وتحديات الفهم بين الأجيال.