نتيجة مباراة الوحدة والدحيل القطري ، في أجواء كروية مشتعلة بالعزيمة والإصرار يتأهب الوحدة الإماراتي لخوض واحدة من أبرز محطاته القارية هذا الموسم حين يلتقي نظيره الدحيل القطري عند الساعة الخامسة و45 دقيقة مساء اليوم على استاد آل نهيان في أبوظبي ضمن الجولة الثالثة من مرحلة الدوري لمنطقة غرب آسيا في دوري أبطال آسيا للنخبة ، اللقاء لا يبدو عادياً بالنسبة للفريقين بل يمثل مفترق طرق لكلٍ منهما في مشوار البطولة إذ يسعى «العنابي» إلى تأكيد حضوره القوي ومواصلة نتائجه الإيجابية فيما يبحث الدحيل عن بداية جديدة تعيد له التوازن بعد تعثره في الجولتين الماضيتين.

بالرغم من تقدم نادى الدحيل الي ان صاحب الارض والجمهور نادى الوحدة في الفوز بثلاثية مقابل هدف وحيد عن طريق كلا من عمر خربين ووابراهيم ديارا وعلاء الدين زهير.

يدخل الوحدة المباراة وهو يعيش واحدة من أفضل فتراته الفنية في السنوات الأخيرة بعدما حافظ على سجله خالياً من الهزائم منذ انطلاق الموسم محققًا ستة انتصارات وأربعة تعادلات في مختلف المسابقات وهو رقم يعكس حالة من النضج الجماعي والصلابة الدفاعية التي يتميز بها الفريق هذا العام ، ولم يأتِ هذا الأداء من فراغ بل نتيجة عمل فني منظم يقوده المدرب البرتغالي خوسيه مورايس الذي استطاع إعادة التوازن والهوية الهجومية للفريق معتمدًا على فلسفة تعتمد على الاستحواذ الذكي والتحولات السريعة في بناء الهجمة.

فوز محلي يمنح الفريق دفعة قوية

المعنويات المرتفعة للوحدة تأتي بعد انتصار مهم في دوري أدنوك للمحترفين على فريق البطائح بنتيجة 3-1 في الجولة السادسة وهي المباراة التي كشفت عن جاهزية اللاعبين البدنية والفنية وأكدت أن الفريق يسير بخطى واثقة في كل البطولات , ويأمل مورايس أن يستثمر هذا الزخم المحلي في تحقيق انتصار قاري يعزز موقع الوحدة في جدول ترتيب المجموعة خصوصًا أن الفوز اليوم سيقربه خطوة إضافية نحو التأهل إلى دور الـ16 من المسابقة.

سجل آسيوي قوي في البداية

ويملك الفريق الإماراتي أربع نقاط في رصيده بعد مرور جولتين إذ استهل مشواره بفوز ثمين على الاتحاد السعودي بنتيجة 2-1 على استاد آل نهيان قبل أن يعود بنقطة غالية من إيران بتعادله مع تراكتور من دون أهداف ما أكد جديته في المنافسة على أحد المقاعد المؤهلة للدور المقبل , هذه النتائج وضعت العنابي في موقع مريح نسبيًا داخل مجموعة غربية قوية تضم أسماء لامعة على مستوى القارة لكنها أيضًا حفزت الفريق للتمسك بفرصة كتابة فصل جديد من تاريخه الآسيوي.

أسلحة الوحدة في الميدان

يعتمد مورايس على مجموعة من الأسماء التي صنعت الفارق في المباريات الأخيرة مثل النجم الصربي دوشان تاديتش الذي يمثل محور الإبداع الهجومي للفريق إلى جانب المدافع المتألق لوكاس بيمينتا والجناح السريع روبين ولاعب الوسط النيجيري إبراهيما ديارا والمهاجم الواعد علاء زهير إضافة إلى جادسوم دا سيلفا ومحمد قرباني ، ويمتاز الفريق بانسجام واضح بين عناصر الخبرة والشباب مع توازن كبير بين الدفاع والهجوم وهو ما يمنحه أفضلية نسبية أمام خصم لم يخض أي مباراة رسمية منذ قرابة ثلاثة أسابيع.

الدحيل بحث عن الانطلاقة الأولى

على الجانب الآخر يدخل الدحيل القطري اللقاء واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا تحقيق فوزه الأول في البطولة ، الفريق بدأ مشواره بخسارة أمام الهلال السعودي 2-1 في الرياض ثم تعادل على أرضه مع الأهلي السعودي 2-2 ليكتفي بنقطة واحدة فقط من أصل ست ممكنة , ورغم امتلاكه ترسانة من النجوم البارزين على الصعيدين المحلي والعالمي إلا أن فترة التوقف الطويلة منذ 29 سبتمبر الماضي قد تؤثر على جاهزيته البدنية والإيقاع الجماعي للاعبيه.

أسماء لامعة يقودها بلماضي

يقود الدحيل المدرب الجزائري جمال بلماضي الذي عاد لتولي المهمة منتصف العام الجاري بهدف إعادة الروح للفريق وإعادة بنائه على أسس فنية جديدة ، ويعتمد بلماضي على تشكيلة تضم أسماء ذات خبرة كبيرة مثل الإيطالي ماركو فيراتي والتونسي عادل بولبينة والبولندي كريستوف بياتيك والبلجيكي إيدميلسون جونيور وهي مجموعة قادرة على قلب المعادلات في أي لحظة متى ما كانت في أفضل حالاتها.

ويتميز أسلوب بلماضي بالاعتماد على الضغط العالي والتحول السريع من الدفاع إلى الهجوم مع استغلال الأطراف والكرات البينية القصيرة وهي طريقة قد تضع دفاع الوحدة تحت اختبار حقيقي الليلة.

مباراة للتاريخ ومفترق طرق للطرفين

المواجهة بين الفريقين تحمل طابعًا خاصًا فهي ليست مجرد مباراة ثلاث نقاط بل اختبار واقعي لطموحات كل نادٍ في البطولة الجديدة التي تشهد منافسة شرسة في منطقة غرب آسيا على ثمانية مقاعد فقط في ثمن النهائي، فالوحدة يسعى لتثبيت أقدامه في الصدارة ومواصلة سلسلة نتائجه الإيجابية بينما يطمح الدحيل إلى استعادة توازنه وبناء زخم حقيقي يعيده إلى سكة المنافسة.