سجلت أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفاعًا تاريخيًا بنحو 350 جنيهًا خلال أسبوع، حيث ارتفعت بنسبة 8% مدعومة بزيادة الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 6%، وذلك في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وعدم اليقين الاقتصادي، مما دفع المستثمرين إلى شراء الذهب كملاذ آمن، وقد وصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 5850 جنيهًا، مما يعكس الاتجاه الصعودي المستمر في السوق، ويتوقع الخبراء أن يستمر هذا الاتجاه مع توقعات بارتفاع الأسعار مستقبلًا، مما يجعل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين في ظل الظروف الراهنة.
ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المحلية
شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية زيادة ملحوظة بنحو 8% خلال الأسبوع الماضي، جاء هذا الارتفاع مدعومًا بزيادة الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 6%، وذلك في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، واستمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي على مستوى العالم، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، أن جرام الذهب عيار 21 شهد ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 350 جنيهًا، حيث افتتح التداولات عند 5400 جنيه، وبلغ ذروته عند 5850 جنيهًا كأعلى سعر له، قبل أن يغلق الأسبوع عند 5750 جنيهًا، بينما سجلت الأوقية عالميًا زيادة من 4017 دولارًا إلى مستوى قياسي بلغ 4380 دولارًا، قبل أن تُغلق عند 4254 دولارًا للأوقية.
من جهة أخرى، سجل عيار 24 نحو 6571 جنيهًا، وعيار 18 حوالي 4929 جنيهًا، في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند 46000 جنيه، ومع ذلك، فقد المعدن الأصفر نحو 80 جنيهًا خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث تراجع عيار 21 من 5820 إلى 5740 جنيهًا. كما أشار إمبابي إلى أن الذهب لا يزال يتحرك في مسار صاعد منذ بداية العام، حيث ارتفع محليًا بنسبة 54% وعالميًا بنسبة 62%، مسجلًا أفضل أداء أسبوعي له منذ أزمة ليمان براذرز عام 2008.
العوامل المحركة لسوق الذهب
يرجع إمبابي موجة الارتفاعات الأخيرة إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي الناتج عن السياسات الأمريكية المتقلبة، حيث بدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في التراجع عن سياسة التشديد النقدي، بينما ساهمت سياسات الرئيس ترامب في زيادة معدلات التضخم، كما أن الإغلاق الحكومي الأمريكي في بداية أكتوبر بسبب فشل الكونغرس في تمرير الموازنة زاد من حدة التوترات الاقتصادية، إلى جانب استمرار الحرب التجارية مع الصين.
تلك التطورات دفعت البنوك المركزية والمؤسسات الاستثمارية إلى زيادة مشترياتها من الذهب كملاذ آمن، مما أدى إلى تضخم المضاربات وزيادة التدفقات نحو صناديق الذهب، وبالتالي وصول الأسعار إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة. يتوقع إمبابي أن يبقي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير مؤقتًا، مشيرًا إلى أن استمرار الارتفاع يعتمد على مسار السياسة النقدية الأمريكية، حيث رفعت جولدمان ساكس توقعاتها لسعر الأونصة إلى 4900 دولار بحلول ديسمبر 2026، مع توقعات باستمرار الاتجاه التصاعدي على المدى المتوسط والطويل.
التوقعات المستقبلية للذهب
من المتوقع أن تتأثر أسعار الذهب بارتفاع الدولار الأمريكي وعوائد السندات، حيث صعد العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.01%، بينما استقرت العوائد الحقيقية عند 1.72%، كما ساهم تحسن شهية المخاطرة عالميًا بعد تصريحات ترامب حول استدامة الرسوم الجمركية في تراجع مؤقت للطلب على الذهب. ومن المقرر أن يلتقي ترامب وشي جين بينغ خلال أسبوعين لمناقشة مستقبل الاتفاق التجاري بين البلدين.
من ناحية أخرى، أعلن عدد من مسؤولي الفيدرالي دعمهم لخفض الفائدة في اجتماع أكتوبر، مع التمسك بهدف تضخم عند 2%، ويتوقع المستثمرون خفضين إضافيين بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر وديسمبر المقبلين، كما تترقب الأسواق صدور مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي يوم الجمعة، والذي قد يحدد اتجاه قرارات الفيدرالي القادمة. وفقًا لتقديرات البنوك العالمية، فقد رفع HSBC متوسط توقعاته لسعر الذهب في 2025 إلى 3455 دولارًا للأوقية، متوقعًا وصوله إلى 5000 دولار في النصف الأول من 2026، بينما يتوقع ستاندرد تشارترد متوسط سعر عند 4488 دولارًا العام المقبل، مما يؤكد أن الاتجاه العام للذهب لا يزال صاعدًا، بدعم من التوترات الجيوسياسية والمشتريات القوية من البنوك المركزية.

التعليقات