في مهرجان الموسيقى العربية، قدم وائل جسار تحية لرجال الجيش المصري، معبرًا عن فخره ببطولاتهم خلال أمسية غنائية مميزة شهدت إحياء ذكرى أم كلثوم بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها، حيث تفاعل الجمهور مع باقة من الأعمال الخالدة التي أداها نجوم الموسيقى العربية، بينما استعاد محمد الحلو ذكريات الزمن الجميل بأغانيه المحبوبة، مما يعكس أهمية هذا الحدث الثقافي في تعزيز الهوية الفنية العربية وإحياء التراث الغنائي.

مهرجان الموسيقى العربية: احتفاء بذكرى أم كلثوم

في ليلة مليئة بالذكريات، شهد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أمسية غنائية فريدة من نوعها ضمن فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، الذي تنظمه وزارة الثقافة عبر دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، تحت إدارة المايسترو تامر غنيم ونائبه المايسترو الدكتور محمد الموجي، وتحت إشراف أماني السعيد، مستشار رئيس الأوبرا، وقد حملت الأمسية عنوان “كوكب الشرق أم كلثوم” بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها، حيث تميزت الأجواء بالاحتفاء بالتراث الفني العربي.

وفي لفتة تعبيرية بمناسبة شهر انتصارات أكتوبر، قام الفنان وائل جسار بتحية رجال الجيش المصري، مشيدًا ببطولاتهم وتضحياتهم، كما أعرب عن امتنانه لوزارة الثقافة ودار الأوبرا على الأنشطة الفنية الغنية التي تُثري الساحة الفنية العربية، وتحدث النجوم مثل آيات فاروق ومحمد حسن ومؤمن خليل ورحاب مصاوع عن أعمال فنية خالدة مثل “عدوية” و”عيون بهية”، مما أضفى طابعًا مميزًا على الفعالية وأعاد إلى الأذهان روائع الزمن الجميل.

وفي أمسية مغربية ساحرة، أطلّ النجم فؤاد زبادي على الجمهور، مضيئًا مسرح الجمهورية بمصاحبة فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو صلاح غباشي، حيث قدم مجموعة من روائع الطرب، مثل “ساكن في حي السيدة” و”يا صلاة الزين”، قبل أن يتقدم نجوم الأوبرا بأعمال مميزة مثل “الطير المسافر” و”حكايتي مع الزمان”، بينما شهد مسرح سيد درويش “أوبرا الإسكندرية” سهرة مع النجم محمد الحلو، الذي أعاد إحياء ذكريات زمن الطرب الجميل بأغاني مثل “زيزينيا” و”ليالي الحلمية”، مما جعل الأمسية مليئة بالتنوع والثراء الفني.

مؤتمر الموسيقى العربية: استشراف المستقبل

تواصلت أعمال المؤتمر العلمي المصاحب للمهرجان على المسرح الصغير، حيث تناولت الجلسات موضوع “مستقبل الموسيقى العربية في عصر الذكاء الاصطناعي”، بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والخبراء من مختلف الدول العربية، مما أضفى طابعًا بحثيًا مميزًا على الفعالية، وأكدت المناقشات على أهمية الابتكار في الحفاظ على التراث الموسيقي العربي، وكيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة في إعادة تقديمه للأجيال الجديدة.

كما نظمت اللجنة العلمية للمؤتمر برئاسة الدكتورة شيرين عبد اللطيف ندوة بعنوان «أم كلثوم.. صوت الماضي والحاضر والمستقبل»، حيث تناولت مسيرة سيدة الغناء العربي من جوانب متعددة، وسلطت الضوء على حقوق الأداء لأعمالها، وطرق توظيف التقنيات الحديثة في إحياء تراثها، مما يعكس عمق تأثيرها على الثقافة العربية. وقد أشار المتحدثون إلى أن أم كلثوم لم تكن مجرد مطربة، بل كانت رمزًا يربط بين الشعوب العربية، حيث استطاعت عبر صوتها أن توحد الوجدان العربي.

أم كلثوم: تراث خالد وتجديد مستمر

تخللت الندوة فقرات موسيقية لأغاني أم كلثوم، قدمتها الدكتورة مايسة عبد الغني والدكتور هاني زين، مما أضاف لمسة فنية رائعة على المناقشات، واختُتمت الندوة بالتأكيد على أن صوت أم كلثوم سيبقى جسرًا بين الماضي والحاضر والمستقبل، وأن رسالتها الفنية تتجدد مع كل جيل ومع كل تطور تكنولوجي يسعى لإحياء تراثها الخالد، مما يجعلها دائمًا في قلوب محبي الموسيقى العربية.