في ظل التوجه نحو التحول الرقمي، يعد الذكاء الاصطناعي خطوة مهمة نحو توطين التكنولوجيا في التعليم العالي، حيث شهد مؤتمر جامعة القاهرة الدولي الأول للذكاء الاصطناعي مشاركة بارزة من وزراء ورؤساء مؤسسات أكاديمية، مما يعكس أهمية تعزيز التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية لتطوير برامج أكاديمية مبتكرة، وتهدف هذه الجهود إلى تأهيل خريجين قادرين على مواجهة تحديات الثورة الرقمية وتعزيز البحث العلمي، كما تسعى وزارة التعليم العالي إلى تنفيذ استراتيجية متكاملة للذكاء الاصطناعي، مما يسهم في بناء اقتصاد معرفي تنافسي ويعزز جودة التعليم والخدمات المقدمة للمواطنين.
مؤتمر جامعة القاهرة الدولي الأول للذكاء الاصطناعي
شهد مؤتمر جامعة القاهرة الدولي الأول للذكاء الاصطناعي حضور العديد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك د. خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، ود. هالة السعيد، مستشار رئيس الجمهورية للتنمية الاقتصادية، ود. محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى عدد من الوزراء والمحافظين، حيث أكد الحضور على أهمية هذا الملتقى كخطوة استراتيجية نحو تعزيز دور الجامعات المصرية في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم العالي والبحث العلمي، كما أشاروا إلى ضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والصناعية لبناء جسر يربط بين المعرفة والتطبيق.
وفي كلمته، أشار د. أيمن عاشور إلى أن العالم يشهد تطورات هائلة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهذا يدعو الدول إلى مضاعفة جهودها لمواكبة هذه الثورة التكنولوجية، وأكد أن الدولة المصرية، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وضعت رؤية طموحة للتحول الرقمي، حيث يعتبر الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لبناء اقتصاد معرفي تنافسي، كما أشار إلى أن مصر تمتلك أكثر من 100 كلية متخصصة في هذا المجال، وقد التحق بها أكثر من 50 ألف طالب وطالبة هذا العام، مما يدل على التزام الدولة بتطوير التعليم العالي والبحث العلمي.
كما أوضح د. أيمن عاشور أن الوزارة تعمل على تنفيذ استراتيجية متكاملة للذكاء الاصطناعي داخل منظومة التعليم العالي، والتي تهدف إلى تطوير البرامج الأكاديمية وتأهيل خريجين قادرين على مواجهة تحديات الثورة الرقمية، بالإضافة إلى دعم البحث العلمي التطبيقي وتعزيز الشراكات مع مؤسسات الصناعة والتكنولوجيا، كما تم تسليط الضوء على “دليل ضوابط استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والبحث العلمي”، والذي يعد إطارًا وطنيًا معتمدًا يهدف إلى تنظيم الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة، مما يساهم في تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والنزاهة الأكاديمية، ويعزز من بناء جامعات ذكية ومستدامة في مصر.

التعليقات