شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا قياسيًا في سوق لندن للسبائك نتيجة نقص المعروض وزيادة الطلب، حيث تجاوزت الأسعار الفورية 53 دولارًا للأوقية، مما يعكس الفوضى التي تعيشها السوق بسبب ظاهرة “الضغط القصير” التي أجبرت المتداولين على شراء كميات كبيرة لتقليص خسائرهم، كما ساهمت المخاوف من الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين في دفع الأسعار للارتفاع، مما أدى إلى تسجيل زيادة تفوق 35% منذ أواخر أغسطس الماضي، في ظل قلق من أزمة محتملة في الأسواق المالية مما يجعل الفضة تلمع مجددًا في عيون المستثمرين.

ارتفاع أسعار الفضة في سوق لندن

شهدت أسعار الفضة ارتفاعاً حاداً في تعاملات سوق لندن للسبائك اليوم الثلاثاء، حيث ارتفعت الأسعار الفورية بنسبة 2.9% لتتجاوز حاجز 53 دولاراً للأوقية، وهذا يأتي بعد أن كسرت مستوى 52 دولاراً لأول مرة يوم الاثنين، وتعتبر هذه الزيادة نتيجة نقص المعروض وزيادة الإقبال على الشراء، مما أدى إلى حالة من الفوضى بين المتداولين في لندن، حيث دفع ما يعرف بـ"الضغط القصير" العديد من المراهنين على هبوط الأسعار إلى شراء كميات كبيرة من الفضة لتقليص خسائرهم، مما زاد من حدة الارتفاع.

تأثير الضغوط الاقتصادية على السوق

تجدر الإشارة إلى أن تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الصين قد ساهم بشكل كبير في إشعال موجة صعود جديدة، حيث أغلقت أسعار الفضة فوق مستوى 50 دولاراً يوم الجمعة الماضية في لندن، ومنذ 26 أغسطس الماضي، سجلت الفضة ارتفاعاً تجاوز 35%، ويعود ذلك إلى المخاوف المتزايدة من عجز مالي محتمل للدول الغربية، إضافة إلى القلق من فقاعة محتملة في أسواق الأسهم بسبب الارتفاع الكبير في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، ويقول أولي هانسن، رئيس السلع الأساسية في ساكسو بنك، إن نقص السيولة قد أثر بشكل مؤقت على ارتفاع الفضة.

تحذيرات من تصحيح الأسعار

تذكر التقارير أن المخزونات في لندن، المركز التجاري العالمي للفضة، قد انخفضت إلى مستويات كبيرة، مما جذب المخاوف بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة، ويجري حالياً نقل الفضة جواً من نيويورك إلى لندن لمساعدة السوق في معالجة هذا الخلل، ومع التقلبات الكبيرة في الأسعار، حذر أدريان آش، مدير الأبحاث في بوليون فولت، من أن السوق قد تشهد تصحيحاً قريباً، وينصح العملاء بالحذر في هذه الأوقات المضطربة.