واصل الذهب صعوده للأسبوع التاسع على التوالي مسجلاً أعلى مستوى في تاريخه حيث سجلت الأسعار مستويات قياسية جديدة في الأسواق المحلية والعالمية مدفوعة بتزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين واستمرار عدم اليقين السياسي والاقتصادي مما جعل الطلب على الذهب كملاذ آمن يرتفع بشكل ملحوظ حيث سجل جرام الذهب عيار 21 حوالي 5480 جنيهًا بينما سجلت الأوقية 4085 دولارًا مما يعكس قوة السوق واهتمام المستثمرين بالذهب في ظل الظروف الحالية.
أسعار الذهب ترتفع للأسبوع التاسع على التوالي
تشهد أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا قياسيًا للأسبوع التاسع على التوالي، حيث سجلت مستويات غير مسبوقة خلال تعاملات يوم الإثنين، ويعود هذا الارتفاع إلى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي على الصعيد العالمي، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لإحدى منصات تداول الذهب، أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفعت بنحو 80 جنيهًا، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 حوالي 5480 جنيهًا، بينما سجلت الأوقية ارتفاعًا بمقدار 68 دولارًا لتصل إلى 4085 دولارًا، كما سجل عيار 24 نحو 6263 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4697 جنيهًا، وأخيرًا استقر سعر الجنيه الذهب عند 43,840 جنيه.
مكاسب تاريخية في السوق المحلية
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعًا ملحوظًا بلغ نحو 180 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 5220 جنيهًا، ووصل إلى 5450 جنيهًا كأعلى مستوى في تاريخه، قبل أن ينهي الأسبوع عند 5400 جنيه، وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت الأوقية بنحو 131 دولارًا، حيث بدأت تعاملاتها عند 3886 دولارًا ولامست مستوى 4060 دولارًا، لتغلق في نهاية الأسبوع عند 4017 دولارًا للأوقية.
مع استمرار ارتفاع أسعار الذهب إلى مستوى تاريخي جديد بلغ 4,085 دولارًا للأوقية، يتواصل الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة في ظل تصاعد المخاوف بشأن النزاع التجاري بين واشنطن وبكين، حيث شهدت الأسواق العالمية حالة من الارتباك بعد إعلان الرئيس الأمريكي عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية، مما أثار مخاوف من تعطل سلاسل الإمداد العالمية.
تأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي على الأسواق
زادت من تعقيد المشهد استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي للأسبوع الثالث على التوالي، مما أدى إلى تسريح موظفين فيدراليين وتعليق العديد من التقارير الاقتصادية المهمة، بما في ذلك مؤشر أسعار المستهلكين الذي أُجّل صدوره إلى 24 أكتوبر، وفي ظل غياب مؤشرات اقتصادية جديدة، تتجه الأنظار إلى خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، والذي يُنتظر أن يوضح ملامح السياسة النقدية المقبلة.
تشير بيانات مجلس الذهب العالمي إلى أن الارتفاع الأخير في الأسعار يعكس موجة قوية من الطلب الاستثماري، حيث سجلت صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب تدفقات تفوق 67 مليار دولار منذ بداية العام، مع ارتفاع حيازاتها العالمية إلى 3857 طنًا من الذهب، مما يعكس تفاؤل المستثمرين بمستقبل المعدن الأصفر، في ظل استمرار ضعف الدولار وتزايد التقلبات في الأسواق المالية.
الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات
يؤكد مجلس الذهب العالمي أن ما يحدث في أكتوبر 2025 ليس ذروة السوق، بل مرحلة جديدة من إعادة تسعير المعدن الأصفر في ظل تحولات الاقتصاد العالمي، حيث يبدو أن الذهب يواصل أداء دوره التاريخي كـ “الملاذ الآمن” الذي يوازن بين العواصف الاقتصادية والسياسية، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمستثمرين في أوقات الأزمات.

التعليقات