شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام الماضية، لتسجل أعلى مستوى لها منذ عام 1980، مدفوعةً بتزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين واستمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي، حيث بلغ سعر الأوقية حوالي 52 دولارًا، مما يعكس أزمة السيولة في لندن وتأثيرها على الأسواق العالمية، وتوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما يجعل الفضة واحدة من أبرز المعادن النفيسة التي تستهوي المستثمرين في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، ومع استمرار الطلب على الملاذات الآمنة، يتوقع أن تبقى الفضة في دائرة الضوء خلال الفترة المقبلة.

ارتفاع أسعار الفضة: ماذا يحدث في الأسواق العالمية والمحلية؟

شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية، حيث سجلت مستويات قياسية جديدة لم نشهدها منذ أكثر من أربعة عقود، هذا الارتفاع جاء نتيجة لتجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي، وزيادة التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وفقًا لتقرير مركز “الملاذ الآمن” للأبحاث، حيث سجل جرام الفضة عيار 800 نحو 74 جنيهًا، بينما بلغ عيار 925 حوالي 86 جنيهًا، وعيار 999 نحو 93 جنيهًا، واستقر جنيه الفضة عيار 925 عند 664 جنيهًا.

عالميًا، ارتفعت الأوقية إلى نحو 52 دولارًا، وهو أعلى مستوى للفضة منذ عام 1980، كما تجاوز الذهب حاجز 4100 دولار للأوقية، يعود هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب على الملاذات الآمنة في ظل التوترات التجارية المستمرة والإغلاق الحكومي الأمريكي، حيث أشار تقرير بلومبرج إلى أن شح السيولة في سوق لندن أدى إلى تفاقم ما يُعرف بـ “الضغط القصير” على مراكز الفضة، مما ساهم في ارتفاع الأسعار بوتيرة غير مسبوقة، وقد دفع هذا الوضع بعض المتداولين لنقل سبائك الفضة جوًا عبر الأطلسي للاستفادة من الفارق الكبير في الأسعار.

الأثر الاقتصادي للإغلاق الحكومي والتوترات التجارية

الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي دخل أسبوعه الثالث يزيد من حالة الضبابية في الأسواق، حيث أدى قرار الرئيس دونالد ترامب بتسريح عدد من الموظفين الفيدراليين إلى تفاقم الخلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين حول موازنة الحكومة، ويرى المراقبون أن هذا الإغلاق مرشح للاستمرار، في ظل تمسك الديمقراطيين بمطالبهم بتمديد دعم التأمين الصحي، مما يزيد من التوترات في السوق العالمية، أما على الصعيد الدولي، فقد أبدت الإدارة الأمريكية انفتاحًا حذرًا على التفاوض مع الصين، لكنها اعتبرت القيود التي فرضتها بكين على صادرات المعادن النادرة عقبة رئيسية أمام الحوار.

توقعات مستقبلية لأسعار الفضة والذهب

في سياق آخر، توقع بنك جولدمان ساكس أن تشهد أسعار الفضة ارتفاعًا على المدى المتوسط، مدعومة بتدفقات الاستثمار الخاص والطلب الصناعي القوي، رغم التحذيرات من تقلبات مرتفعة ومخاطر تصحيح قصيرة الأجل مقارنة بالذهب، حيث ارتفع الذهب بنحو 53% منذ بداية العام، مدعومًا بمشتريات البنوك المركزية وتزايد استثمارات صناديق المؤشرات، وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، بينما تتوقع الأسواق خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، يليه خفض مماثل في ديسمبر، مما يجعل الفضة اليوم اللاعب الأقوى في مشهد المعادن النفيسة لعام 2025 مع توقعات بمزيد من المكاسب.