في ليلة كروية تحمل عبق التاريخ ورائحة الطموح يدخل المنتخب الإماراتي مواجهة اليوم أمام قطر وهو يحمل في قلبه حلمًا طال انتظاره منذ أكثر من ثلاثة عقود فبعد غياب دام 35 عامًا عن كأس العالم بات “الأبيض” على بُعد خطوة واحدة من تحقيق الحلم الذي راود جماهيره طويلاً حين يصطدم بـ“العنابي” في الثامنة مساء اليوم الثلاثاء على ملعب جاسم بن حمد بالعاصمة القطرية الدوحة ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الرابع في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال الولايات المتحدة وكندا والمكسيك 2026.

يدخل منتخب الإمارات المباراة بشعار “نحن هنا من أجل التاريخ” بعدما نجح في تقديم مستويات قوية خلال مشواره في التصفيات ويعرف الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني أن مباراة الليلة ليست مجرد مواجهة رياضية بل اختبار لشخصية الفريق ورغبته في استعادة المكانة التي تليق بالكرة الإماراتية على الساحة العالمية فبينما تتسلح الإمارات بالخبرة والتاريخ يدخل منتخب قطر المواجهة تحت ضغط كبير مدركًا أن التعادل لا يخدمه وأن الفوز فقط هو طريقه الوحيد نحو المونديال.

تفوق تاريخي يمنح الإمارات الثقة

بحسب صحيفة “الإمارات اليوم” فإن الأرقام تصب في مصلحة المنتخب الإماراتي قبل مواجهة الحسم حيث يمتلك “الأبيض” أفضلية واضحة في تاريخ المواجهات أمام قطر في تصفيات كأس العالم فقد حقق منتخب الإمارات ثلاثة انتصارات مقابل فوز وحيد لقطر وتعادل واحد وسجل لاعبوه 11 هدفًا مقابل خمسة أهداف فقط تلقاها مرماه من “العنابي” وهذه الأرقام تمنح اللاعبين دفعة معنوية قوية خصوصًا أن الإمارات كانت قد تفوقت على قطر ذهابًا وإيابًا في الدور الثالث من التصفيات بنتيجتي 3–1 و5–0 ما يجعلها تدخل اللقاء بثقة ولكن بحذر.

يتصدر منتخب الإمارات جدول ترتيب المجموعة الأولى برصيد 3 نقاط متفوقًا بفارق نقطة واحدة على كل من قطر وسلطنة عمان ويكفي “الأبيض” التعادل أو الفوز لضمان التأهل المباشر إلى كأس العالم 2026 في حين لا يملك المنتخب القطري أي خيار سوى الانتصار إذا أراد الحفاظ على حظوظه في التواجد ضمن كبار آسيا في المونديال المقبل وتأتي أهمية المباراة كونها الأخيرة في هذا الدور ما يجعلها بمثابة نهائي مبكر للبطاقة التأهيلية الأخيرة.

قطر تحت شعار لا بديل عن الفوز

على الجانب الآخر يخوض المنتخب القطري اللقاء بشعار واضح الفوز أو الإقصاء ويأمل “العنابي” في تكرار إنجازه بالمشاركة الثانية في كأس العالم بعد ظهوره التاريخي في نسخة 2022 التي أقيمت على أرضه ورغم النتائج المتذبذبة في الجولات السابقة فإن المنتخب القطري يمتلك عناصر مميزة قادرة على قلب الموازين أبرزهم الثنائي الهجومي الذي يعتمد عليه المدرب لتحقيق المفاجأة إلى جانب الدعم الجماهيري الكبير الذي سيملأ مدرجات ملعب جاسم بن حمد.

دوافع قوية للأبيض الإماراتي

بالنسبة للإمارات فإن الرغبة في العودة إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ نسخة إيطاليا 1990 تمثل حافزًا نفسيًا ضخمًا للاعبين ويدرك المنتخب أن التأهل هذه المرة سيكون له طعم خاص كونه يأتي بعد سنوات من العمل المتواصل ومحاولات متكررة للعودة إلى الساحة العالمية كما أن الفوز على منتخب قوي مثل قطر سيمنح المنتخب دفعة كبيرة ليس فقط في التصفيات بل في مسار تطوير الكرة الإماراتية بأكملها.

مواجهة تكتيكية بين مدربين يعرفان بعضهما جيدًا

تتجه الأنظار كذلك إلى الصراع الفني على الخطوط بين مدربي المنتخبين حيث يسعى كل طرف إلى قراءة الآخر بدقة واستغلال نقاط الضعف ومن المتوقع أن يعتمد المنتخب الإماراتي على أسلوب متوازن يجمع بين الصلابة الدفاعية والانطلاق السريع عبر الأطراف بينما سيلعب المنتخب القطري بأسلوب هجومي مفتوح في محاولة مبكرة لخطف هدف التقدم المباراة تعد اختبارًا حقيقيًا لذكاء المدربين وقدرتهم على التعامل مع الضغط العالي في المباريات المصيرية.

المنتخبات المتأهلة حتى الآن

وسينضم الفائز من مواجهة قطر والإمارات إلى 6 منتخبات آسيوية ضمنت بالفعل مشاركتها في المونديال وهي كوريا الجنوبية الأردن إيران أوزبكستان اليابان وأستراليا وبهذا يتبقى مقعدان فقط لآسيا في قائمة المنتخبات المشاركة في البطولة ما يضيف المزيد من الإثارة إلى هذه الليلة الكروية الحاسمة.

الجماهير الإماراتية على موعد مع الحلم

ينتظر عشاق “الأبيض” لحظة الحسم بأمل كبير بعد مسيرة طويلة من الصبر والانتظار وتدرك الجماهير أن مباراة اليوم قد تفتح صفحة جديدة في تاريخ الكرة الإماراتية وأن تأهل المنتخب إلى كأس العالم 2026 سيكون بمثابة مكافأة لجيل جديد من اللاعبين الذين قدموا أداءً مشرفًا في التصفيات وبين التاريخ والطموح يقف المنتخب الإماراتي الليلة على أعتاب المجد فهل ينجح في إعادة كتابة التاريخ وتحقيق حلم الملايين.