شهدت مدغشقر تحولًا سياسيًا جذريًا بعد مغادرة الرئيس أندري راجولينا البلاد عقب احتجاجات جيل زد التي اندلعت نتيجة نقص المياه وانقطاع الكهرباء، حيث قاد الشباب موجة من الغضب ضد الفساد وسوء الحكم، مما دفع وحدات من الجيش إلى الانضمام للمحتجين، وقد غادر راجولينا على متن طائرة عسكرية فرنسية بعد تأكيدات من المعارضة بأن وجوده أصبح غير آمن، في مشهد يعكس التوترات السياسية المتزايدة في البلاد وتأثير الشباب في تشكيل مستقبل مدغشقر، بينما يسعى المجتمع الدولي لمراقبة الوضع لضمان الحفاظ على النظام الدستوري واستقرار البلاد.

لحظة تاريخية في مدغشقر: مغادرة الرئيس أندري راجولينا

شهدت مدغشقر واحدة من أكثر اللحظات دراماتيكية في تاريخها السياسي الحديث، حيث أكدت مصادر رسمية ومعارضة أن الرئيس أندري راجولينا غادر البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية، جاء ذلك بعد انتفاضة شعبية واسعة قادها جيل الشباب “زد”، في مشهد يعكس موجة الغضب العالمية التي تجتاح أوساط الشباب في العديد من الدول النامية، وأوضح سيتيني راندريانا سولونيايكو، زعيم المعارضة في البرلمان، لوكالة رويترز أن الرئيس غادر مدغشقر مساء الأحد بعد انضمام وحدات من الجيش إلى صفوف المحتجين، مما زاد من حدة الأوضاع في البلاد.

وفي سياق الأحداث، أكد المتحدث باسم الرئاسة أن الرئيس راجولينا قد غادر البلاد، لكن لم يكن هناك أي توضيح حول وجهته الحالية، وفي خطاب مسجل عبر فيسبوك، قال راجولينا إنه اضطر إلى الانتقال إلى مكان آمن لحماية حياته، معبرًا عن التزامه بعدم السماح بتدمير مدغشقر، وأفادت التقارير أن الرئيس غادر على متن طائرة عسكرية فرنسية من طراز “كازا”، بعد نقله بمروحية، وذكرت إذاعة آر إف أي الفرنسية أن راجولينا توصل إلى اتفاق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتأمين خروجه.

انتفاضة جيل “زد” وتأثيرها على الوضع السياسي

تفجرت الاحتجاجات في 25 سبتمبر الماضي بسبب نقص المياه وانقطاع الكهرباء، وسرعان ما تطورت إلى انتفاضة ضد الفساد وسوء الحكم وغياب العدالة الاجتماعية، ومع اتساع نطاق الغضب، أعلن فيلق النخبة العسكري “كابسات” عن انضمامه إلى المتظاهرين، مؤكدًا رفضه إطلاق النار على المدنيين، بل قام عناصره بتأمين المسيرات في العاصمة أنتاناناريفو، وأكدت مصادر برلمانية أن رئيس مجلس الشيوخ، الذي كان من أبرز وجوه السلطة، أقيل من منصبه، وتم تعيين جان أندريه ندريمانجاري مؤقتًا في انتظار الانتخابات المقبلة.

تعتمد مدغشقر على تصدير الفانيليا، والنيكل، والكوبالت، والمنسوجات، والروبيان كمصادر رئيسية للدخل، ولكن الفساد وسوء الإدارة أضعفا الاقتصاد بشدة، وقبل مغادرته، أصدر راجولينا عفوًا رئاسيًا عن عدد من السجناء، بينهم فرنسيان كانا قد أدينا بمحاولة انقلاب عام 2021، مما يعكس الوضع المتأزم الذي تعيشه البلاد في ظل هذه الأحداث المتسارعة.