تشهد مدغشقر حالة من الغموض حول مصير رئيسها أندريه راجولينا، حيث غادر العاصمة أنتاناناريفو وسط تصاعد الغضب الشعبي والاحتجاجات الواسعة التي تطالب بتنحي الحكومة الحالية، وقد رفضت وحدات من الجيش، بما في ذلك وحدة “كابسات”، تنفيذ أوامر استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، مما يعكس تراجع قبضة الحكومة على السلطة في البلاد، وتأتي هذه الأحداث في سياق موجة احتجاجات غير مسبوقة اندلعت بسبب انقطاعات المياه والكهرباء، مما أدى إلى دعوات لعصيان مدني شامل، وتداولت وسائل الإعلام مشاهد صادمة توثق الاعتداءات على المتظاهرين مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي في مدغشقر.
تطورات مثيرة في مدغشقر: رئيس البلاد يغادر العاصمة
كشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن رئيس مدغشقر، أندريه راجولينا، غادر العاصمة أنتاناناريفو في ظروف غامضة، يأتي هذا بعد تصاعد حدة التظاهرات الشعبية ورفض وحدات من الجيش تنفيذ أوامره بقمع المتظاهرين، هذه الأحداث تثير تساؤلات حول مستقبل الحكومة ومدى قدرتها على السيطرة على الوضع المتفجر في البلاد، ويبدو أن قبضة الحكومة على السلطة بدأت في التراجع بشكل ملحوظ.
تظاهرات تاريخية في ساحة 13 مايو
تمكن المتظاهرون من الوصول إلى ساحة 13 مايو، وهي رمز سياسي هام في تاريخ مدغشقر، حيث شهدت تغييرات سلطوية كبيرة منذ السبعينيات، هذه الخطوة تعتبر دليلاً على تراجع قبضة الحكومة، وفقًا لتقارير إعلامية متطابقة، فإن وحدة “كابسات” العسكرية، المسؤولة عن إدارة شؤون الأفراد في الجيش، رفضت أوامر مباشرة باستخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، واعتبرت تلك التعليمات “غير قانونية”، ودعت بقية الوحدات الأمنية إلى الانحياز إلى مطالب الشعب.
موجة احتجاجات غير مسبوقة
تأتي هذه التطورات في خضم موجة احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ سنوات، حيث اندلعت الاحتجاجات قبل نحو أسبوعين بسبب الانقطاعات المتكررة في المياه والكهرباء، وتوسعت لتتحول إلى حراك شعبي يطالب بتنحي الحكومة الحالية، شهدت العاصمة يوم الخميس الماضي تظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين، وسط دعوات متزايدة لعصيان مدني شامل، من جهته، دعا تورك السلطات إلى احترام الحق في حرية التجمع السلمي وضمان سلامة المواطنين، وتجنب استخدام العنف لقمع الحراك الشعبي، بينما تداولت وسائل الإعلام مشاهد صادمة توثق لحظات تعرض متظاهرين للضرب المبرح، مما يسلط الضوء على الأوضاع المقلقة في البلاد.

التعليقات