تكشف الوثائق بخط السنوار عن كواليس التخطيط لهجمات السابع من أكتوبر، حيث تتضمن توجيهات تنظيمية وعسكرية تتعلق بمراحل التحضير الميداني والإعلامي، مما يبرز رؤية السنوار الاستراتيجية التي تهدف إلى إحداث تحول شامل في ميزان السيطرة من خلال استيلاء على مراكز القيادة الإسرائيلية وتطبيق تكتيكات التضليل قبل الهجوم، مما يعكس مستوى عالٍ من التنظيم والتنسيق بين الوحدات المشاركة في العملية، ويظهر أهمية الإعلام كأداة نفسية لرفع المعنويات لدى الفلسطينيين وبث الخوف في صفوف الإسرائيليين، ما يسلط الضوء على العمق الاستراتيجي الذي تم التخطيط له قبل اندلاع الحرب.

تحليل وثيقة استراتيجية سنوار

تعود الوثيقة إلى أغسطس 2022، حيث تتضمن مجموعة من التوجيهات والتعليمات التنظيمية والعسكرية التي تشرح مراحل التحضير الميداني والإعلامي، وتوضح رؤية السنوار حول مراحل الهجوم وآلياته وأهدافه بعيدة المدى، ويشير المركز إلى أن الوثيقة تُظهر أن السنوار لم يسعَ فقط لتنفيذ هجوم واسع النطاق، بل أراد إحداث تحول استراتيجي شامل في ميزان السيطرة، من خلال الاستيلاء على مراكز القيادة والاتصالات الإسرائيلية، وفرض واقع جديد على الأرض.

مراحل الخداع والتحضير للهجوم

تبدأ الوثيقة بتعليمات واضحة حول مرحلة التضليل السابقة للهجوم، حيث شدّد السنوار على ضرورة تنفيذ تحركات مكثفة ومنسّقة لأسابيع قبل أي عملية، بحيث تُقدَّم هذه التحركات على أنها أنشطة روتينية للتمويه على نوايا التحرك الفعلي، وقد أظهرت الأحداث على الأرض خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2023 أن هذه التكتيكات كانت فعالة، حيث رُصدت تحركات لآليات ومعدات هندسية ومظاهرات قرب السياج الحدودي، مما اتضح لاحقًا أنه جزء من خطة تمويه شاملة تهدف لإخفاء التحركات الفعلية.

الجانب الإعلامي والنفسي في التخطيط

تتضمن الوثيقة أيضًا توجيهات متعلقة باستخدام الصورة والإعلام كأداة نفسية، حيث شدّد السنوار على أهمية بثّ مشاهد تُحدث أثرًا مزدوجًا، إذ تهدف من جهة إلى رفع المعنويات داخل صفوف الفلسطينيين، ومن جهة أخرى إلى بثّ الخوف والارتباك في صفوف الإسرائيليين، ويُعلق مركز التحليل بأن السنوار أدرك مبكرًا قوة الصورة في صياغة الرواية الميدانية، ولذلك منح الإعلام مساحة مركزية ضمن التخطيط الميداني، مما يعكس رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى تغيير ميزان القوى وإعادة تعريف خطوط السيطرة.