كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن معلومات تتعلق بإمكانية تسليم رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين المدفون في سوريا إلى إسرائيل قريبًا، حيث وُلد كوهين في 6 ديسمبر 1924 في الإسكندرية لعائلة يهودية، وارتبطت حياته بمسيرة مثيرة كعميل للموساد، وقد أُعدم في عام 1965 بعد اكتشاف هويته، ورغم محاولات عائلته والحكومة الإسرائيلية لاستعادة جثمانه، لا يزال مكان دفنه غير معروف حتى الآن.
تسليم رفات إيلي كوهين إلى إسرائيل
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن معلومات مثيرة من وسائل الإعلام العربية تشير إلى إمكانية تسليم رفات الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين المدفون في سوريا إلى إسرائيل قريبًا، هذه الأخبار تثير الكثير من التساؤلات حول حياته ومصيره، فإيلي كوهين يعد واحدًا من أبرز الشخصيات في تاريخ التجسس الإسرائيلي، وقد ترك إرثًا كبيرًا لا يزال يتردد صداه حتى اليوم.
من هو الجاسوس إيلي كوهين؟
وُلِد إيلي كوهين في السادس من ديسمبر عام 1924 في مدينة الإسكندرية لعائلة يهودية تتكون من ثمانية أبناء، تعود أصولها إلى مدينة حلب السورية، انتقل والداه إلى مصر حيث نشأ كوهين على مبادئ الصهيونية منذ طفولته، تلقى تعليمه في المدرسة الثانوية اليهودية بالإسكندرية، ثم التحق بجامعة الإسكندرية لدراسة الإلكترونيات، وفي عام 1944 انضم إلى الحركة الصهيونية “بني بريث” وإلى المحافل الماسونية، هذه البدايات شكلت أساسًا لشخصيته ودوره المستقبلي.
بدايات اتصاله بالمخابرات الإسرائيلية
بدأت علاقة كوهين بالمخابرات الإسرائيلية في عام 1952، حيث كُلّف بمهمة مراقبة وتحليل بعض الأنشطة، رغم استجوابه في مصر بعد الكشف عن خلية تجسس، إلا أنه نال البراءة، وفي عام 1957، ومع تدهور أوضاع اليهود في مصر، انتقل كوهين إلى إسرائيل مع أسرته واستقر في بات يام، حيث عمل مترجمًا للصحف العربية ثم موظفًا في قسم المحاسبة داخل المخابرات، وفي عام 1959 تزوّج من نادية، وهي مهاجرة من العراق، لكن هذه الحياة لم تكن سوى بداية لمغامرته الكبرى.
التحول إلى جاسوس للموساد
في عام 1960، اتخذ كوهين قرارًا جريئًا بترك عمله الرسمي والتدريب سراً كعميل للموساد، حيث أخبر زوجته أنه مرتبط بمشروع حكومي سري، وبعد فترة من التدريب، أنشأ هوية مزيفة باسم كامل أمين ثابت، رجل أعمال سوري، وتمكن من الدخول إلى سوريا في عام 1962، واستقر في دمشق، حيث بدأ في بناء شبكة علاقات واسعة مع كبار الضباط والقيادات السياسية، ونجح في إمداد إسرائيل بمعلومات حساسة عن الجيش السوري، مما جعله شخصية محورية في الأحداث الجارية.
كشف هويته واعتقاله
كشف جهاز المخابرات المصرية هوية كوهين بعد أن تم التقاط صور له أثناء جولة مع مسؤولين سوريين، حيث تعرف عليه أحد الضباط، وفي 24 يناير 1965، تم اعتقاله رسميًا، وبدأت محاكمته التي جرت خلف أبواب مغلقة، حيث أُدين بدخول مناطق عسكرية محظورة، مما أدى إلى إعدامه في 18 مايو 1965، بحضور حشود من المارة، ورغم مطالبات عائلته والحكومة الإسرائيلية، لا يزال مكان دفنه مجهولًا حتى اليوم، مما يضيف غموضًا آخر إلى قصة حياة هذا الجاسوس الشهير.

التعليقات