في ليلة تنتظرها الجماهير المصرية بشغف كبير يستعد منتخب مصر الأول لكرة القدم بقيادة المدير الفني حسام حسن لخوض مواجهة قوية أمام نظيره غينيا بيساو ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 ، لكن هذه المرة لا تبدو المباراة مجرد صراع على النقاط بل احتفال كروي كبير على أرض مصرية تُنشد فيها الجماهير أغاني النصر وترفع رايات الفخر بعدما ضمن الفراعنة بطاقة التأهل الرسمية إلى المونديال.

يدخل المنتخب المصري مواجهة الليلة وهو في حالة من الاستقرار الفني والمعنوي بعد أن حسم التأهل مبكرًا عقب الفوز الأخير على جيبوتي بثلاثية نظيفة في الجولة التاسعة من التصفيات ، ومن المنتظر أن تشهد المباراة أجواء احتفالية خاصة في المدرجات حيث تستعد الجماهير المصرية لاحتفال استثنائي طال انتظاره منذ مونديال 2018 حين عاد المنتخب للظهور في كأس العالم بعد غياب طويل , ولم يخفِ حسام حسن سعادته بالأداء الجماعي للفريق خلال التصفيات مشيرًا إلى أن مواجهة غينيا بيساو ستكون “ليلة تتويج للمجهود الكبير الذي بذله اللاعبون والجهاز الفني طوال الفترة الماضية”.

أرقام قياسية للفراعنة في التصفيات

يمتلك منتخب مصر سجلًا مذهلًا في مشواره بتصفيات كأس العالم إذ لم يتعرض سوى لهزيمة واحدة فقط خلال آخر 20 مباراة خاضها في التصفيات , فقد حقق الفراعنة 14 فوزًا وتعادلوا في 5 لقاءات مع سلسلة مبهرة من 9 مباريات متتالية دون أي خسارة في التصفيات الحالية فازوا في 7 وتعادلوا في مباراتين فقط ، وما يزيد من قوة المنتخب هو الصلابة الدفاعية اللافتة حيث لم تهتز شباكه في آخر خمس مباريات ضمن التصفيات في إشارة واضحة إلى الانسجام الكبير بين الخط الخلفي والحارس المخضرم.

ملعب مصر.. الحصن الذي لا يُقهر

من الحقائق المذهلة في سجل منتخب مصر أنه لم يعرف طعم الخسارة على أرضه في تصفيات كأس العالم منذ أكثر من عقدين من الزمان ، فمنذ خسارته أمام كوت ديفوار عام 2004 بنتيجة 2-1 خاض المنتخب المصري 26 مباراة متتالية دون هزيمة على أرضه حقق خلالها 25 فوزًا وتعادلًا واحدًا فقط ، كما يمتلك الفراعنة رقمًا آخر يُظهر قوتهم الهجومية إذ لم يفشلوا في التسجيل على ملعبهم في التصفيات منذ التعادل السلبي أمام المغرب في يناير 2001 أي منذ أكثر من 24 عامًا كاملة رقم يؤكد أن اللعب في القاهرة أو أي ملعب مصري هو دائمًا ميزة نفسية وفنية هائلة للفريق.

من جيبوتي إلى غينيا بيساو.. طريق مصر نحو المونديال

بدأ مشوار الفراعنة في التصفيات بقوة منذ الجولة الأولى حيث فازوا على جيبوتي ثم تتابعت الانتصارات على سيراليون مالاوي وغينيا الاستوائية قبل أن يحافظ الفريق على سجله الخالي من الهزائم حتى الجولة التاسعة , المدرب حسام حسن أجرى تغييرات تكتيكية ملحوظة منذ توليه المسؤولية أعادت التوازن إلى الفريق معتمداً على عناصر الخبرة بقيادة محمد صلاح إلى جانب مجموعة من الوجوه الشابة التي أثبتت جدارتها ، ويحتل المنتخب المصري صدارة مجموعته برصيد 23 نقطة متفوقًا بفارق مريح على جميع منافسيه بينما تأتي غينيا بيساو في المركز الرابع برصيد 10 نقاط فقط ما يجعل اللقاء أقرب إلى احتفال وطني أكثر منه معركة كروية.

حسام حسن.. عودة الروح للفراعنة

منذ توليه قيادة المنتخب أعاد حسام حسن الروح القتالية والانضباط إلى صفوف اللاعبين , طريقته الحماسية وشخصيته القوية انعكستا بوضوح على أداء المنتخب الذي بات أكثر شراسة في الهجوم وتنظيمًا في الدفاع ، ولعل أبرز ما يميزه هو تحفيزه الدائم للاعبين واهتمامه بالتفاصيل الصغيرة داخل المعسكر ما جعل اللاعبين يشعرون بأنهم يخوضون “معركة شرف” في كل مباراة.

تتجه الأنظار الليلة إلى المدرجات التي ستتزين بالأعلام الحمراء والبيضاء والسوداء حيث يتوقع أن يمتلئ الملعب عن آخره بالجماهير المصرية التي طال انتظارها لمثل هذه اللحظة حيث تم حجز عدد كبير من التذاكر في هذه المواجهة الكبيرة الإحتفالية, فبعد أعوام من الترقب سيشهد عشاق الكرة في مصر احتفال التأهل إلى كأس العالم 2026 والمنتخب لم يخيب آمالهم في التصفيات بل قدم أداء يليق بتاريخ الفراعنة ، ويؤكد مسؤولو اتحاد الكرة أن المباراة ستكون “كرنفالًا وطنيًا” وأن الجماهير ستحتفل بلا حدود دعمًا لنجوم المنتخب الذين أعادوا البسمة إلى وجوه الملايين.