تتجه أنظار جماهير الكرة العربية والآسيوية مساء اليوم نحو مدينة جدة السعودية حيث يبدأ منتخب العراق رحلة جديدة بحثًا عن الحلم الكبير حلم التأهل إلى بطولة كأس العالم 2026 للمرة الثانية في تاريخه ، الليلة ليست مجرد مباراة في تصفيات قارية بل مواجهة تحمل في طياتها طموحات الملايين من عشاق “أسود الرافدين” الذين يتطلعون لعودة منتخبهم إلى الواجهة العالمية بعد غياب دام قرابة أربعة عقود.
في تمام العاشرة والنصف مساءً بتوقيت مكة المكرمة يلتقي المنتخب العراقي مع نظيره الإندونيسي ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة الثانية في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2026 ، وتُقام المباراة على ملعب “الجوهرة المشعة” في جدة وهو نفس الملعب الذي شهد مواجهة مثيرة قبل أيام بين السعودية وإندونيسيا انتهت بفوز “الأخضر” بنتيجة 3-2.
المنتخب العراقي يدخل اللقاء واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا الانطلاقة المثالية نحو الصعود إذ يسعى الفريق إلى تحقيق أول ثلاث نقاط له في مشوار الدور الرابع من التصفيات بما يضمن له الحفاظ على حظوظه كاملة في المنافسة على صدارة المجموعة.
العراق.. حلم يتجدد بعد غياب 39 عامًا
يطمح المنتخب العراقي إلى كتابة فصل جديد من تاريخه الكروي إذ لم يسبق له الظهور في نهائيات كأس العالم سوى مرة واحدة فقط وذلك في نسخة المكسيك عام 1986 , ومنذ ذلك الحين لم يتمكن “أسود الرافدين” من العودة إلى المونديال رغم امتلاكهم جيلًا مميزًا من اللاعبين مرّ عبر سنوات طويلة إلا أن الحظ وسيناريوهات التصفيات كانت دائمًا تقف حاجزًا أمام الحلم.
اليوم يملك المنتخب العراقي فرصة واقعية لتكرار الإنجاز التاريخي خصوصًا في ظل المستوى التصاعدي الذي يقدمه الفريق تحت قيادة جهازه الفني الحالي إلى جانب الدعم الجماهيري الكبير الذي يحظى به من العراقيين في كل مكان.
إندونيسيا تبحث عن رد الاعتبار بعد الخسارة أمام السعودية
من جانب آخر يخوض منتخب إندونيسيا المباراة بهدف التعويض بعد خسارته الدراماتيكية أمام منتخب السعودية بنتيجة 2-3 في اللقاء الذي جمعهما الأربعاء الماضي على نفس الملعب ، والمنتخب الإندونيسي قدّم أداءً جيدًا في فترات من المباراة لكنه لم ينجح في الحفاظ على تقدمه ليتلقى هزيمة جعلت موقفه معقدًا في المجموعة ويحتاج اليوم إلى تحقيق نتيجة إيجابية لإحياء آماله في المنافسة على بطاقة التأهل.
مجموعة نارية تجمع الكبار في جدة والدوحة
أسفرت قرعة الدور الرابع من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026 عن تشكيل مجموعتين قويتين تضم كل منهما أربعة منتخبات عربية وآسيوية من العيار الثقيل ، المجموعة الأولى تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة وتضم منتخبات قطر الإمارات وسلطنة عمان , بينما المجموعة الثانية تُقام مبارياتها في جدة وتشمل منتخبات السعودية العراق وإندونيسيا.
ويُقام هذا الدور بنظام الدوري من جولة واحدة حيث يتأهل صاحب المركز الأول من كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك ، أما صاحب المركز الثاني فيخوض مواجهة فاصلة مع ثاني المجموعة الأخرى في شهر نوفمبر المقبل لتحديد المتأهل إلى الملحق العالمي.
صراع مبكر على صدارة المجموعة
يدرك لاعبو المنتخب العراقي أن الفوز الليلة لا يعني مجرد ثلاث نقاط بل خطوة قوية نحو الاقتراب من التأهل المباشر خاصة وأن الجولة القادمة ستجمعهم مع المنتخب السعودي في قمة مرتقبة يوم الثلاثاء المقبل ، المدير الفني للمنتخب العراقي ركّز في تدريبات الأيام الماضية على رفع الجاهزية البدنية للاعبين وتحفيزهم على تقديم أداء منظم ومتوازن أمام الخصم الإندونيسي الذي يمتاز بالسرعة والروح القتالية العالية.
الجماهير العراقية.. شغف لا ينطفئ
رغم بُعد المسافة فإن جماهير العراق لم تتأخر يومًا عن دعم منتخبها فمن المتوقع أن يشهد ملعب الجوهرة حضورًا عربيًا كبيرًا يساند “أسود الرافدين” سواء من الجالية العراقية المقيمة في السعودية أو من مشجعي المنتخب العربي الذين يتمنون رؤيته في المونديال من جديد.
ومع كل مواجهة يخوضها المنتخب يتجدد الأمل لدى الجماهير بأن تكون هذه التصفيات هي الطريق الصحيح نحو العودة إلى العالمية.

التعليقات