في ذكرى انتصار السادس من أكتوبر، يتجلى دور الكنيسة المصرية بشكل بارز حيث كانت شريكًا أصيلًا في نضال الوطن، فقد تحولت الكنائس إلى أماكن للصلاة والدعاء من أجل الجنود والضباط، مما يعكس الروح الوطنية التي أطلقها البابا شنودة الثالث، الذي أكد على أن الدفاع عن الوطن هو مسؤولية مقدسة، وقدمت الكنيسة دعمًا عمليًا متمثلًا في جمع التبرعات ومساعدة أسر الشهداء، مما جعلها مؤسسة روحية ووطنية تعزز من تلاحم المصريين في هذه الملحمة التاريخية، إذ تظل ذكرى حرب أكتوبر تجسيدًا للوحدة والتضحية من أجل مصر.

ذكرى انتصار السادس من أكتوبر

يحتفل المصريون اليوم بذكرى انتصار السادس من أكتوبر، وهو يوم يحمل في طياته الكثير من الفخر والاعتزاز للشعب المصري، حيث استطاع الجيش المصري أن يستعيد العزة والكرامة للوطن، ويعتبر هذا اليوم علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، إذ يجسد روح الوحدة والتضحية التي تميز بها المصريون في أوقات الشدة.

الكنيسة وحرب أكتوبر

لم يكن دور الكنيسة المصرية غائبًا عن هذه الملحمة الوطنية، بل كان لها تأثير واضح ومؤثر، حيث أثبتت أنها شريك أصيل في نسيج هذا الوطن، ومنذ بداية الحرب، وقفت الكنيسة بكل طاقاتها الروحية والمعنوية إلى جانب الدولة والجيش، فقد تحولت الكنائس إلى أماكن للصلاة اليومية من أجل الجنود والضباط على جبهة القتال، وارتفعت أصوات القداسات والصلوات في مختلف الأبرشيات، تتضرع لله أن يحفظ مصر ويمنحها النصر.

البابا شنودة ودعمه للروح الوطنية

كان حضور الشعب في الكنائس كبيرًا، حيث تجمعوا مشحونين بمشاعر الخوف والأمل، ووجدوا في صلوات الكنيسة دعمًا وسندًا نفسيًا، وقد لعبت القيادة الكنسية برئاسة البابا شنودة الثالث، البطريرك الـ117 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، دورًا محوريًا في تعزيز الروح الوطنية، حيث أكد البابا في عظاته أن الدفاع عن الوطن مسؤولية مقدسة على كل المصريين، مسلمين ومسيحيين، مشددًا على أن “مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطناً يعيش فينا”.

دعم الكنيسة للمجهود الحربي

لم يقتصر دور الكنيسة على الصلاة فقط، بل امتد ليشمل الدعم العملي للمجهود الحربي، حيث فتحت الكنائس أبوابها لجمع التبرعات، وخصصت مبالغ كبيرة لمساندة الدولة في وقت الحرب، كما أولت الكنيسة اهتمامًا خاصًا بأسر الشهداء والمصابين، مقدمة المساعدة المادية والمعنوية لهم، ومؤكدة أن دماء أبنائهم لم تذهب هدرًا بل كانت جسراً للعبور إلى النصر.

معركة كل المصريين

سجل التاريخ أن الكنيسة وقفت موقفًا وطنياً موحداً، فلم تفرق بين أبنائها وأبناء الوطن جميعاً، بل رأت أن المعركة هي معركة كل المصريين، وأن استعادة الأرض والكرامة واجب قومي يلتف حوله الجميع، وقد تجلى ذلك في التلاحم الكبير بين الهلال والصليب، حيث وقف رجال الدين المسلمون والمسيحيون جنبًا إلى جنب يدعون لشعب واحد وجيش واحد.

مؤسسة روحية ووطنية

يبقى دور الكنيسة في حرب أكتوبر علامة مضيئة في تاريخها الوطني، حيث تؤكد أنها مؤسسة روحية ووطنية في آن واحد، وستبقى دائمًا شريكًا أساسيًا في كل مراحل النضال والبناء، وقدمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإلى قواتنا المسلحة الباسلة وجموع الشعب المصري العظيم، بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر المجيد.

تهنئة الكنيسة بذكرى الحرب

أكدت الكنيسة في تهنئتها أن نصر أكتوبر سيبقى دائمًا علامة مضيئة في ذاكرة المصريين، ودليلًا على أن إرادة الإنسان لا تُهزم متى أراد، مشيرة إلى أن العزيمة والإخلاص والالتزام بالعلم والعمل كفيلان بتحقيق ما يبدو للجميع أنه مستحيل، كما أوضحت أن تلك الرؤية والإرادة تقود فكر الجمهورية الجديدة، وتمنح مصر القدرة على بلوغ المكانة التي تستحقها، بجهود أبنائها المخلصين وقيادتها الحكيمة، واختتمت الكنيسة تهنئتها بالصلاة من أجل أن يحفظ الله مصر الغالية، وأن يثبت خطاها نحو مزيد من التقدم والازدهار.