في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمان، جوجل تطمئن عشاق أندرويد بأن التحميل الجانبي لن يختفي، رغم أنها ستفرض التحقق الرقمي الإجباري على التطبيقات الخارجية، حيث يتطلب من المطورين توقيع التطبيقات التي توزع خارج متجر جوجل Play، مما يضمن حماية المستخدمين من البرمجيات الخبيثة التي قد تكون أكثر شيوعاً في التطبيقات غير الموقعة، ويعتبر هذا التغيير تحولاً كبيراً في طريقة تثبيت التطبيقات على أجهزة أندرويد، مما يثير تساؤلات حول مستقبل حرية المستخدمين والمطورين في بيئة أندرويد المفتوحة.

حرية تثبيت التطبيقات على أندرويد: التغييرات الجديدة

لطالما كانت حرية تثبيت التطبيقات من خارج متجر جوجل Play، والمعروفة باسم التحميل الجانبي أو sideloading، واحدة من أبرز ميزات نظام أندرويد، ومع ذلك، أعلنت جوجل مؤخرًا عن سياسة جديدة تتطلب من المطورين التحقق الرقمي الإجباري للتطبيقات الخارجية، هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز أمان النظام وحماية المستخدمين من التطبيقات الضارة، ورغم أن هذه الحرية لن تختفي بالكامل، إلا أن هناك تغييرات مهمة في الأفق.

نهاية عصر التطبيقات غير الموقعة

بحسب السياسة الجديدة، يجب أن تحمل جميع تطبيقات APK التي يتم توزيعها خارج متجر جوجل Play توقيعًا رقميًا موثوقًا به، يرتبط بهوية المطور الحقيقية، وتؤكد جوجل أن هذه الخطوة ستوفر مستوى من المساءلة يشابه ما هو موجود داخل متجرها، حيث تشير الدراسات إلى أن التطبيقات الخارجية تحتوي على برمجيات خبيثة بمعدل يزيد عن 50 مرة مقارنة بتلك الموجودة في متجر Play، وفي حال قام مطور موثق بنشر تطبيق ضار، يمكن لجوجل إلغاء الشهادة على الفور، مما يؤدي إلى تعطيل التطبيق على جميع الأجهزة.

ما الذي سيتغير بالنسبة للمستخدمين والمطورين؟

بالنسبة للمستخدمين، لن يكون بالإمكان تثبيت تطبيقات غير موقعة على أجهزة أندرويد المعتمدة، أما المطورون فلا يزال لديهم خيارات مثل اختبار التطبيقات محليًا عبر Android Studio أو استخدام ADB، لكن أي تطبيق موجه للاستخدام العام يجب أن يلتزم بالسياسة الجديدة، وقد أثارت هذه الخطوة قلقًا بين المدافعين عن البرمجيات مفتوحة المصدر، حيث حذرت منصة F-Droid من أن ما يصل إلى 30% من تطبيقاتها قد تواجه مشاكل إذا كانت آلية التحقق صارمة للغاية، بينما يرى البعض أن هذه السياسة تمثل انتصارًا للأمان، يخشى آخرون من أن تقترب أندرويد من نموذج “الحديقة المغلقة” الذي تتبعه آبل، مما يهدد هوية النظام المفتوحة التي لطالما ميزته، وتؤكد جوجل أن سياستها الجديدة تسعى لتحقيق توازن بين حرية الاختيار وحماية المستخدم، لكن مدى قبول المطورين والمستخدمين لها سيتضح مع بدء تطبيقها رسميًا.