في ظل الضغوط المتزايدة من وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تتجه الأنظار نحو استئناف الحرب في غزة حيث يطالب الوزيرين بتعهد واضح للعودة إلى العمليات العسكرية ضد حركة حماس إذا لم يتم تفكيك جناحها العسكري بشكل كامل، ويؤكدون أن أي اتفاق سياسي أو تهدئة دائمة غير مقبول ما لم يتحقق هذا الهدف، تأتي هذه المطالب في وقت تتصاعد فيه الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول التعامل مع المبادرة الأمريكية لإنهاء الحرب، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة.
تصعيد المطالب الإسرائيلية ضد حماس
ذكرت القناة 12 العبرية أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش قدما طلبًا رسميًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يطالبان فيه بتعهد واضح بالعودة إلى الحرب ضد حركة حماس، في حال عدم تنفيذ شرط تفكيك الجناح العسكري للحركة بشكل كامل، وأفادت المصادر بأن الوزيرين اليمينيين عبرا عن رفضهما لأي تهدئة دائمة أو اتفاق سياسي ما لم يتم القضاء بشكل نهائي على قدرات حماس العسكرية والتنظيمية، مؤكدين أن استمرار "وقف القتال" دون تحقيق هذا الهدف يعد إخفاقًا إستراتيجيًا لإسرائيل.
الخلافات الداخلية وتأثيرها على السياسة الإسرائيلية
تأتي هذه المطالب في وقت تشهد فيه الحكومة الإسرائيلية تصدعات داخلية حول كيفية التعامل مع المبادرة الأمريكية التي طرحها الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع المحتجزين لدى حماس، ويصرّ الائتلاف اليميني على أن أي تقدم سياسي يجب أن يكون مشروطًا بـ"الانتصار الكامل" في غزة، من جانبه، قال رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير إن الجيش "يمتلك مزيدًا من الأهداف"، مضيفًا أنه "سيستأنف القتال إذا لزم الأمر حتى تحقيق الحسم السياسي والعسكري الكامل"، وأشار إلى أن المؤسسة العسكرية تواصل استعداداتها الميدانية تحسبًا لأي انهيار في مسار المفاوضات.
تصريحات نتنياهو ووجهات النظر المتباينة
في سياق متصل، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن تل أبيب لن تنتقل إلى أي بند من بنود خطة ترامب المؤلفة من عشرين نقطة، قبل تنفيذ البند الأول المتعلق بإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، سواء الأحياء أو الأموات، وأكد نتنياهو في كلمة متلفزة أن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بهذا المبدأ كشرط أساسي لأي اتفاق، وتعكس هذه التصريحات تصاعد الخلافات داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل بين التيار اليميني المتشدد الذي يطالب بالحسم العسكري الكامل في غزة، وبين أطراف أكثر براغماتية ترى أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى عزلة دولية وانهيار اقتصادي داخلي.

التعليقات