في إطار الاحتفال باليوم العالمي للقطن، يكشف معهد القطن عن منظومة تسويق جديدة تهدف إلى تعزيز زراعة القطن المصري طويل التيلة، الذي يعتبر رمزًا لهوية مصر الاقتصادية ويحتل مكانة مرموقة في أسواق الغزل والمنسوجات العالمية، حيث تم تطوير أصناف حديثة تتسم بالمتانة والجودة العالية، مما يسهم في ربط المزارعين بالأسواق الدولية من خلال إجراءات فعالة تشمل تحسين عمليات الفرز والتسويق وزيادة الإنتاجية، مما يعزز من فرص الاستثمار ويحقق الاستدامة في القطاع الزراعي والصناعي، بالإضافة إلى تقديم الدعم للمزارعين من خلال نظام يضمن لهم أفضل الأسعار ويقضي على الوسطاء، مما يعكس التزام الدولة بتطوير قطاع الأقطان وتحسين جودة المحاصيل.

القطن المصري طويل التيلة: رمز الهوية الاقتصادية

يعتبر القطن المصري طويل التيلة واحدًا من أهم المحاصيل الزراعية التي تتربع على عرش الغزل والمنسوجات العالمية، إذ يُعد رمزًا لهوية مصر الاقتصادية، وفي اليوم العالمي للقطن، تحتفل البلاد بإنجازات غير مسبوقة في زراعة “الذهب الأبيض”، والذي أصبح ركيزة استثمارية رئيسية للمزارعين عبر مختلف المحافظات، حيث تم إطلاق حزمة من الإجراءات الداعمة لزراعته، تشمل منظومة تسويق عالمية تربط المزارعين بالأسواق الدولية، فضلاً عن التوسع في الرقعة الزراعية بما يتناسب مع قيمة المحصول، وتطوير المحالج ومصانع الغزل والنسيج لزيادة القيمة المضافة بدلًا من تصديره خامًا.

تطوير قطاع الأقطان لتعزيز التنافسية

تسعى الدولة إلى تطوير قطاع الأقطان بشكل متكامل يشمل الزراعة والتجارة والصناعة، وذلك ضمن خطة لإحياء المحاصيل الصناعية ورفع تنافسيتها على المستوى العالمي، وقد أشار الدكتور مصطفى عمارة، وكيل معهد بحوث القطن، إلى أن القطن المصري يمثل المادة الخام الأساسية لصناعة الغزل والنسيج عالميًا، حيث يتميز بجودة عالية بفضل صفاته الغزلية والتكنولوجية الممتازة، مما يقلل الفاقد أثناء التصنيع ويجعله الخيار المفضل لدى كبريات دور الأزياء العالمية.

زراعة القطن المصري: استدامة وجودة عالية

يُعتبر القطن المصري من المحاصيل الصيفية ذات استهلاك المياه المنخفض، إذ يمكن زراعته في الأراضي الملحية والضعيفة، كما يساهم في تحسين خواص التربة الطينية، مما يحقق الاستدامة ويوفر العديد من فرص العمل في الزراعة والصناعة، بالإضافة إلى منتجاته الثانوية مثل الزيوت والأعلاف، وقد أشار عمارة إلى أن الأصناف الحديثة من القطن المصري تشمل أصناف تناسب الوجه القبلي والبحري، مما يزيد من إنتاجية المحصول ويقلل من استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالأصناف القديمة.

المساحة المنزرعة من القطن: أرقام وإحصائيات

في هذا العام، بلغت المساحة المنزرعة من القطن 195 ألف فدان على مستوى الجمهورية، منها 22 ألف فدان في الوجه القبلي و173 ألف فدان في الوجه البحري، مع إنتاجية متوقعة تصل إلى 1.4 مليون قنطار زهر، وتهدف الخطة إلى الوصول إلى 10 ملايين قنطار خلال 6 سنوات، في إطار استراتيجية التوسع في الأراضي الجديدة مع أصناف مقاومة للتغيرات المناخية، كما وضعت الدولة المصرية منظومة تسويق جديدة تجمع بين النظام التعاوني وآليات السوق الحر، مما يسهل على المزارعين توريد محصولهم بأسعار مرتبطة بالسعر العالمي.

تحسين جودة القطن المصري من خلال المحالج الجديدة

تعمل المحالج الجديدة على إنتاج أقطان خالية من الشوائب وبجودة تصديرية عالية، مما يعزز من مكانة القطن المصري كأحد أهم السلع الاستراتيجية الداعمة للصادرات المصرية وصناعة الغزل والنسيج، حيث يشرف معهد بحوث القطن على فرز الأقطان وتحديد درجة النظافة والرتبة، مما يتيح للمزارعين الحصول على أفضل الأسعار، ويعزز من الربط المباشر بين المزارعين والأسواق الدولية.