إبراهيم عبد المجيد يُعيد الحياة إلى “كليلة ودمنة” بصوت الحكاية المعاصرة من خلال دمج الحكمة القديمة مع نبض الحاضر ليخلق حكايات جديدة قادرة على عبور الأجيال حيث قدم هذه التجربة بلغة أدبية حديثة تفتح آفاق التأمل أمام إنسان اليوم مما يجعلها تخاطب زمننا الحالي بذكاء وعمق حيث يستعيد من خلالها بريق تلك الحكايات التراثية ويجعلها متاحة لجمهور اعتاد على التلقي السريع عبر الوسائط الرقمية.

إعادة إحياء التراث العربي: تجربة إبراهيم عبد المجيد في "كليلة ودمنة"

عندما تلتقي الحكمة القديمة بنبض العصر الحديث، تتشكل حكاية جديدة تتجاوز حدود الزمن، وهذا ما قام به الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد من خلال عودته إلى كنز التراث العربي في "كليلة ودمنة"، حيث أعاد تقديمه بلغة أدبية معاصرة وروح تناسب متطلبات العصر، هذه العملية لم تكن مجرد إعادة كتابة، بل كانت بمثابة لقاء شخصي مع تراث خالد شكل جزءًا من وعيه الإبداعي وذاكرته الثقافية، ومع هذه التجربة، استدعى عبد المجيد شغفه القديم بالحكمة التي تختبئ خلف أصوات الحيوانات والطيور.

في هذه التجربة الأدبية، يقوم عبد المجيد بإعادة صياغة الحكايات بلغة تدعو إلى التأمل، وكأنها كتبت خصيصًا لتخاطب إنسان اليوم، ابتداءً من قصص "القوة والحيلة" وصولًا إلى التساؤل الأبدي "هل يمكن أن يصبح العدو صديقًا؟"، تفتح هذه الحكايات أبوابًا جديدة للتفكير والتفاعل مع القضايا الراهنة، مما يجعلها أكثر قربًا من جمهور يتوق إلى فهم أعمق لمفاهيم العدالة والحكمة.

بينما كان ابن المقفع يسرد تلك الحكايات للأمراء في الماضي ليغرس قيَم العدالة بذكاء، يقدمها اليوم إبراهيم عبد المجيد بمعالجة أدبية حديثة، حيث تستعيد هذه الحكايات بريقها وتجد طريقها إلى جمهور اعتاد على التفاعل السريع عبر الوسائط الرقمية، وبذلك، تظل هذه الحكايات حية ومتجددة، قادرة على جذب الأجيال الجديدة وتوجيههم نحو قيم عميقة تحتاجها مجتمعاتنا في وقتنا الحاضر.