سجل الذهب المحلي ارتفاعًا كبيرًا خلال الأسبوع الماضي، حيث زادت أسعار الذهب بنسبة 2.9% نتيجة لصعود الأوقية عالميًا بنسبة 3.4%، مما أدى إلى ارتفاع جرام الذهب عيار 21 بنحو 145 جنيهًا، ليصل إلى مستوى تاريخي عند 5220 جنيهًا، ويعكس هذا الأداء القوي زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، بما في ذلك الإغلاق الحكومي الأمريكي، الذي ساهم في تعزيز المخاوف بشأن الدولار ورفع الرهانات على خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما يجعل الاستثمار في الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان المالي.

ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية

شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، حيث زادت بنسبة 2.9%، ويعود ذلك إلى صعود سعر الأوقية عالميًا بنسبة 3.4%، يأتي ذلك في ظل استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي وارتفاع رهانات الأسواق على خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات. وصرح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، بأن جرام الذهب عيار 21 ارتفع بنحو 145 جنيهًا، حيث بدأ التعاملات عند 5075 جنيهًا ليصل إلى مستوى تاريخي غير مسبوق عند 5250 جنيهًا، قبل أن يغلق عند 5220 جنيهًا بنهاية الأسبوع.

الأداء العالمي للذهب

على الصعيد العالمي، حققت الأوقية قفزة كبيرة بمقدار 126 دولارًا، حيث بدأت التداول عند 3760 دولارًا وصعدت إلى 3900 دولار كأعلى مستوى في التاريخ، قبل أن تغلق عند 3886 دولارًا للأوقية. أما محليًا، فقد سجل عيار 24 نحو 5966 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4474 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 41760 جنيهًا، ويبدو أن الأداء الاستثنائي للذهب قد جذب انتباه المستثمرين، حيث اتجه العديد منهم نحو جني الأرباح مع الحفاظ على الأسعار دون مستوى 3900 دولار للأوقية.

تحولات استثمارية نحو الذهب

وفقًا لتقرير صادر عن جي بي مورجان، بدأ المستثمرون الأفراد يفقدون الثقة في العملات الورقية، مما دفعهم للتحوط بالذهب لمواجهة التضخم والعجز المالي المتزايد، وقد أظهرت البيانات أن صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب شهدت تدفقات قياسية خلال سبتمبر، حيث سجل صندوق SPDR Gold Shares (رمز GLD) زيادة في حيازاته بلغت 35.2 طنًا. ومع ذلك، لا تزال الحيازات العالمية في صناديق الذهب أقل من مستوياتها القياسية التي تم تحقيقها في عام 2020، مما يعكس تحولًا استثماريًا ملحوظًا نحو الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

بيئة اقتصادية داعمة للذهب

تستمر العوامل الداعمة لأسعار الذهب، حيث يعطل الإغلاق الحكومي الأمريكي صدور بيانات اقتصادية حيوية، مما يزيد من حالة الضبابية ويعزز من إقبال المستثمرين على الذهب، وقد أشار ستيفن ميران، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، إلى أهمية البيانات الاقتصادية في تحديد السياسة النقدية، بينما أظهرت الأسواق تسعير خفض الفائدة. كما تراجعت عوائد السندات الأمريكية، مما يعكس تراجع النشاط الاقتصادي، بينما تؤكد التقديرات أن احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم تبلغ نحو 96%.

مشتريات البنوك المركزية ودعم أسعار الذهب

استأنفت البنوك المركزية العالمية مشترياتها من الذهب في أغسطس بإجمالي 15 طنًا، مع تصدر بولندا قائمة المشترين بإضافة 67 طنًا منذ بداية العام، مما يعكس الاتجاه المتزايد نحو تعزيز حيازاتها من الذهب كوسيلة للتحوط ضد التقلبات المالية وتدهور العملات، حيث يتوقع أن تستمر هذه الضغوط الاقتصادية في دفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.