سلط الكاتب الإسرائيلي أمير شيفرلينغ في مقاله على موقع “واللا” الضوء على انهيار القيم الأخلاقية في المجتمع الإسرائيلي، حيث أظهر مقطع فيديو صادم كلبًا ينهش جثة امرأة فلسطينية في غزة، مما حول هذا المشهد المأساوي إلى مادة ترفيهية على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعكس ظاهرة متزايدة من الاستهزاء بالموت، حيث يتم التعامل مع فقدان الأرواح وكأنه عرض ترفيهي، وهو ما يعكس تأثير البيئة السياسية والاجتماعية التي تغذي هذا الانحدار الأخلاقي، وقد حذر شيفرلينغ من تداعيات هذه الثقافة على المبادئ الإنسانية الأساسية في المجتمع الإسرائيلي، مشددًا على ضرورة إعادة النظر في القيم التي تحكم العلاقات الإنسانية في ظل الظروف الراهنة.

انهيار القيم في المجتمع الإسرائيلي

في مقال مثير للجدل نشره الكاتب الإسرائيلي أمير شيفرلينغ على موقع "واللا" العبري، ناقش ما وصفه بـ"انهيار المنظومة القيمية" داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها قطاع غزة، حيث تواصل مشاهد القتل والدمار تجسيد معاناة إنسانية عميقة، الأمر الذي يطرح تساؤلات حقيقية حول الإنسانية في ظل هذه الظروف القاسية.

شيفرلينغ أشار إلى مقطع فيديو صادم انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يظهر كلبًا ينهش جثة امرأة فلسطينية على قارعة الطريق في غزة، هذا المشهد المروع تحول إلى مادة للسخرية والترفيه، فقد تضمن تعليقات مثل: "بالهنا والشفا" و"دعه يأكلهم جميعًا"، مما يعكس تغيّر القيم الإنسانية، فبعض من أطلقوا هذه التعليقات هم آباء لأطفال، وقد حضروا قبل يوم إلى الكنس لأداء طقوس يوم الغفران، لكنهم في نفس الوقت يتعاملون مع موت إنسان وكأنه عرض على الشاشة.

في سياق متصل، يرى شيفرلينغ أن هذه الظاهرة ليست مجرد حادثة عشوائية، بل ناتجة عن بيئة سياسية واجتماعية تعزز هذا الانحدار، حيث يتم تصوير الدمار وسفك الدماء كأشكال من "القوة" و"الإنجاز الوطني"، كما لفت إلى أن هذه الظاهرة تجاوزت حدود غزة لتسجل حضورها في الداخل الإسرائيلي، حيث يتم الاحتفاء بمقتل أي شخص يختلف مع الرواية الرسمية، مما يجعل الكراهية منهجية، ويتهم من لا "يحتفل بالموت" بأنه خارج السياق الوطني، وفي نهاية مقاله، حذر من ترسخ ثقافة الاستهزاء والعنف، وانحراف المجتمع عن المبادئ الإنسانية الأساسية تحت غطاء الخطاب السياسي والإعلامي.