في سياق حرب أكتوبر المجيدة، يُعتبر الفريق محمد سعيد الماحي رمزًا بارزًا من رموز المدفعية المصرية، حيث قاد عمليات حاسمة ساهمت في تحويل خط برليف إلى جحيم على العدو الإسرائيلي، إذ أظهر الماحي وفريقه براعة في استخدام المدفعية لتحقيق نصر عظيم في السادس من أكتوبر عام 1973، حيث كان دور المدفعية محوريًا في فتح الثغرات وتدمير التحصينات الإسرائيلية، مما ساعد القوات المصرية على استعادة سيناء، وهذا الإنجاز يعكس قوة الإرادة المصرية وقدرتها على مواجهة التحديات، ويظل ذكرى نصر أكتوبر خالدة في وجدان الأمة العربية.
حرب أكتوبر: ملحمة عسكرية في تاريخ مصر
تُعتبر حرب أكتوبر المجيدة علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، حيث تضافرت جميع التشكيلات والقيادات لتكون مفتاحًا لنصر مبين، دفع المصريون أثمانًا غالية من دمائهم الطاهرة، ليستعيدوا جزءًا غاليًا من أرض الوطن وهو سيناء، لم تكن الحرب مجرد معركة عسكرية، بل كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى واقع، فقد تحدى الجيش المصري المستحيل وقهره، ليحقق انتصارًا يظل راسخًا في الذاكرة الجماعية للأمة.
في السادس من أكتوبر عام 1973، ارتفعت صيحات “الله أكبر” لتزلزل أجواء قناة السويس، حين عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة، لاستعادة أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي، وكانت تلك الحرب نقطة تحول في التاريخ، حيث تكبدت إسرائيل خسائر لا يمكن نسيانها، واستعاد المصريون كرامتهم واحترامهم أمام العالم، علمتنا حرب أكتوبر أن الأمة المصرية قادرة على الانتفاض دومًا من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين.
واليوم، نحتفل بالذكرى الـ52 لنصر السادس من أكتوبر، فقد حققت مصر في هذه الحرب معجزة ستظل خالدة في وجدان الشعب المصري والأمة العربية، وأعاد جيل حرب أكتوبر رفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ، ومن بين أبطال هذه الحرب الباسلة كان الفريق محمد سعيد الماحي، قائد المدفعية المصرية، الذي لعب دورًا حيويًا في تحقيق النصر، إذ وُلِد في الأول من فبراير عام 1922 بمحافظة دمياط، والتحق بالكلية الحربية عام 1939، وتخرج منها في عام 1942، مخصصًا حياته لسلاح المدفعية.
الفريق محمد سعيد الماحي: قائد المدفعية في حرب أكتوبر
تدرج الفريق محمد سعيد الماحي في المناصب حتى أصبح قائد المدفعية المصرية، وشارك في العديد من الحروب، مثل حرب فلسطين عام 1948، وحرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وحرب 5 يونيو 1967، وأخيرًا حرب أكتوبر 1973، وخلال فترة قيادته، استطاع رجال المدفعية استيعاب التطورات الفنية والتقنية التي أُدخلت على الأسلحة الجديدة، مما ساهم في تحقيق التفوق خلال الحرب.
بعد عدوان 5 يونيو 1967، بدأت المدفعية المصرية في التعامل مع التحصينات الإسرائيلية، حيث أقام العدو خطًا حصينًا على طول شرق القناة، وعملت المدفعية المصرية على تدمير جزء من هذه التحصينات حتى صدر وقف إطلاق النار في أغسطس 1970، ومع اقتراب حرب أكتوبر، أقام سلاح المدفعية نقاطًا قوية في العمق المصري، مما ساهم في تعزيز قوة المدفعية المصرية خلال المعركة.
مهام سلاح المدفعية في نصر أكتوبر
قامت المدفعية المصرية بمهام غير تقليدية خلال حرب أكتوبر، مثل فتح الثغرات في حقول الألغام والأسلاك، مما ساهم في اقتحام قوات المشاة والمدرعات للحصون الإسرائيلية، كما عبرت المدفعية بكامل أعيرتها وفقًا للتخطيط الموضوع، حيث تم الاحتفاظ بجزء من المدفعية في غرب القناة كعمق استراتيجي للتعامل مع أسلحة العدو، وكان من مهام سلاح المدفعية أيضًا توجيه ضربات العمق الإسرائيلي باستخدام صواريخ “سكود”.
تجاوز عدد المدافع التي حُشدت على طول القناة 2000 مدفع، حيث تم تنفيذ خطة خداع كاملة للعدو، وتم تدمير نسبة كبيرة من الاحتياطي المدرع الإسرائيلي خلال الأيام الأولى للحرب، وحققت المدفعية المصرية مستويات عالية من الفعالية في القصف، مما ساعد في فتح الأبواب نحو النصر، لتظل ذكرى هذه الحرب خالدة في قلوب المصريين.
التعليقات