في سياق حرب أكتوبر المجيدة، تبرز شخصية اللواء باقي زكي يوسف كرمز للابتكار العسكري حيث قدم فكرة عبور خط بارليف بواسطة خراطيم المياه، وهو الحل الذي حطم أسطورة الساتر الترابي الإسرائيلي الذي كان يعتبر عقبة كأداء أمام القوات المصرية، وقد ساهمت فكرته في تحقيق انتصار تاريخي في السادس من أكتوبر عام 1973، مما أسفر عن استعادة جزء عزيز من أرض الوطن وهو سيناء، وبفضل جهوده، تمكنت القوات المسلحة المصرية من تنفيذ خطة عبور ناجحة، مما أضاف إلى أمجاد التاريخ العسكري المصري وأكد على قدرة الشعب على تحويل التحديات إلى انتصارات واضحة.
حرب أكتوبر المجيدة
تُعتبر حرب أكتوبر المجيدة علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، فقد تضافرت جميع التشكيلات والقيادات لتكون مفتاحًا لنصر مبين، دفع فيه المصريون أثمانًا غالية من دمائهم الطاهرة، ليستعيدوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن، وهي سيناء. لم تكن هذه الحرب مجرد معركة عسكرية، بل كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقة، فقد تحدى الجيش المصري المستحيل، وقهره، وانتصَر عليه، وأثبت تفوقه في أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أمة.
العبور في السادس من أكتوبر
في السادس من أكتوبر عام 1973، كانت صيحات “الله أكبر” تزلزل قناة السويس، حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة، لاستعادة أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي، في حرب تكبدت فيها إسرائيل خسائر فادحة لن تُنسى أبدًا، واستعاد المصريون معها كرامتهم واحترامهم أمام العالم. لقد علمتنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرة دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، كما تعلمنا أن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادر على حمايتها.
ذكرى نصر أكتوبر
اليوم، نحتفل بالذكرى الثانية والخمسين على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، فقد حققت مصر في حرب أكتوبر معجزة بكل المقاييس، ستظل خالدة في وجدان الشعب المصري وفي ضمير الأمة العربية، حيث رفع جيل حرب أكتوبر راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ في النصر العظيم. ومن بين الأبطال الذين ساهموا في هذا النصر، يبرز اللواء باقي زكي يوسف، الذي كان له دور محوري في تحقيق النجاح.
نشأة اللواء باقي زكي يوسف
اللواء باقي زكي وُلِد في القاهرة عام 1931، وتخرج من كلية الهندسة بجامعة عين شمس قسم ميكانيكا في عام 1954، ثم التحق بالقوات المسلحة في ديسمبر من نفس العام، وخلال خدمته، بدأ العمل في بناء السد العالي، وطُلب منه أن يتخصص كضابط مهندس. بعد عدوان يونيو 1967، عاد اللواء باقي زكي إلى صفوف القتال، ليكون له دور مؤثر في حرب أكتوبر.
فكرة خراطيم المياه
قبل الحرب بستة أشهر، أعلن اللواء باقي زكي عن فكرته لاختراق خط بارليف، بعد فشل المحاولات المستمرة على مدار أربع سنوات لإيجاد حلول لعبور الساتر الترابي الإسرائيلي، حيث أقامت إسرائيل ساترًا ترابيًا ارتفاعه 20 مترًا على طول قناة السويس. وقد تفاجأ الجميع بما اقترحه اللواء باقي زكي في استخدام خراطيم المياه لفتح ثغرات في الساتر الترابي. تم التدريب على تنفيذ الفكرة طوال 6 أشهر، ورغم أنه كان قائد مركبات، إلا أن فكرته أثبتت نجاحها، وعبر المصريون القناة محققين النصر على جيش العدو الإسرائيلي.
دور اللواء باقي زكي في النصر
رغم صغر سن اللواء باقي زكي أثناء حرب أكتوبر، إلا أن فكرته كانت سببًا رئيسيًا في نصر أكتوبر 1973، ونجاح القوات المصرية في العبور إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، وعلى الرغم من بساطة فكرته، إلا أنها كانت عظيمة في معناها، حيث اعتبرت إسرائيل خط بارليف بأنه لا يمكن تدميره، ولكن بفضل رؤية اللواء باقي زكي، تحقق النصر، ولا شك أن فكرته كانت المفتاح لعبور القناة وخوض حرب أكتوبر.
التعليقات