فتحت أبواب النصر في حرب أكتوبر المجيدة بفضل التخطيط الاستراتيجي للفريق سعد الدين الشاذلي الذي أعد خطة “المآذن العالية” والتي ساهمت بشكل كبير في تحقيق انتصارات عسكرية باهرة واستعادة سيناء من العدو الإسرائيلي حيث كانت هذه الحرب علامة فارقة في تاريخ العسكرية المصرية وأثبتت قدرة الشعب المصري على مواجهة التحديات وإعادة كرامته من خلال الكفاح والتضحية ما جعل النصر ممكنًا وأعاد رسم خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.
حرب أكتوبر: ملحمة عسكرية تخلد في الذاكرة
تُعتبر حرب أكتوبر المجيدة، واحدة من أبرز المحطات في تاريخ العسكرية المصرية، حيث اجتمع فيها جميع التشكيلات والقيادات لتكون بمثابة مفتاح للنصر العظيم، دفع المصريون خلالها أثمانًا غالية من دمائهم الطاهرة، ليستعيدوا جزءًا عزيزًا من وطنهم، وهو سيناء، لم تكن هذه الحرب مجرد معركة عسكرية، بل كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى واقع، فقد تحدى الجيش المصري المستحيل، وقهره، وأثبت تفوقه في أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أمة.
أحداث السادس من أكتوبر
في السادس من أكتوبر عام 1973، كانت صيحات “الله أكبر” تزلزل قناة السويس، حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة، لاستعادة أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي، وقد تكبدت إسرائيل خسائر فادحة لن تُنسى، واستعاد المصريون كرامتهم واحترامهم أمام العالم، فقد علمتنا هذه الملحمة أن الأمة المصرية قادرة دائمًا على الانتفاض من أجل حقوقها، وأن الحق الذي يستند إلى القوة ينتصر في النهاية، كما أثبتت الحرب أن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادر على حمايتها.
الفريق سعد الدين الشاذلي: بطل حرب أكتوبر
يُعتبر الفريق سعد الدين الشاذلي، أحد الأبطال الذين ساهموا في انتصارات حرب أكتوبر، وُلد في الأول من أبريل عام 1922 بقرية “شبراتنا”، وقد التحق بالكلية الحربية في سن مبكرة، حيث تخرج برتبة ملازم في يوليو 1940، وقد شارك في العديد من الحروب، بدءًا من حرب فلسطين عام 1948، مرورًا بالعدوان الثلاثي عام 1956، وصولًا إلى قيادته لقوات الصاعقة المصرية، وقد تم تعيينه رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة في الفترة ما بين 1971 و1973، حيث أعد خطة الهجوم على إسرائيل التي ساهمت في تحقيق النصر.
توفي الفريق سعد الدين الشاذلي في 10 فبراير 2011، بعد معاناة طويلة مع المرض، وقد شُيّع بجنازة عسكرية وشعبية مهيبة، تاركًا وراءه إرثًا عظيمًا، فقد ساهمت رؤيته وخطته في تحويل مسار الحرب، وأثبتت للعالم أن مصر قادرة على استعادة حقوقها مهما كانت التحديات.
التعليقات