تتناول إسهامات البحيرة في التراث الثقافي المصري عبر الأجيال المتعددة في معرض دمنهور للكتاب، حيث شهدت الندوة حوارًا مثيرًا بين ثلاثة أجيال تمثل التنوع الثقافي والفني والرياضي في المحافظة، وناقش المشاركون دور مقهى “المسيري” الأدبي في تشكيل الهوية الثقافية، كما استعرضوا إنجازات أبناء البحيرة في مجالات الرياضة والصحافة، مما يعكس التاريخ الغني لهذه المنطقة وتأثيرها على المجتمع المصري، وأهمية الحفاظ على هذا التراث في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه الوطن، وقد لاقت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الجمهور الذي استمتع بالاستماع إلى تجارب متنوعة تسلط الضوء على إسهامات البحيرة عبر الزمن.

ندوة حوار الأجيال في مصر: تواصل ثقافي ورياضي

شهدت الندوة حوارًا مثيرًا يجمع بين ثلاثة أجيال من أبناء الوطن، مما يعكس تواصل الأجيال في مصر، الوطن الأم الذي يحتضن الجميع، وتمثل كل جيل من خلال شخصيات بارزة، حيث مثل رحومة جيل “إكس” (X) الذي يمتد بين منتصف الستينيات وأواخر السبعينيات، بينما مثل محمد المقدم جيل الألفية “واي” (Y)، في حين جسدت الإعلامية الشابة ساندي رضا نسيم جيل “زد” (Z) المعروف بشغفه للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.

أثر مقهى “المسيري” الأدبي على الثقافة المصرية

في محور “ما تبقى من المسيري ورفاقه”، استعرض رحومة الأثر الثقافي لمقهى “المسيري” الأدبي بدمنهور، الذي أسسه الأديب الشعبي عبد المعطي المسيري، وذكر أن أعمال المسيري حظيت بتقديم عمالقة الأدب مثل طه حسين ومحمود أمين العالم، حيث أثنى عليه المستشرق الروسي الشهير “كراتشكوفسكي”، بالإضافة إلى كونه ملتقى لرموز بارزة مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، مما يعكس المكانة الثقافية الكبيرة لهذا المقهى.

الشباب والرياضة في عصر الرقمنة

أما محمد المقدم، فقد تناول محور “الشباب بين الرياضة وطوفان الرقمنة”، حيث تحدث عن تاريخ محافظة البحيرة الرياضي، مع التركيز على كرة القدم، واستعرض شخصيات بارزة مثل الوزير جلال قريطم، والوزير عبد المنعم الصاوي، كما أشار إلى إنجازات رياضية في مجالات أخرى مثل كمال الأجسام والكرة الطائرة، مشيدًا بما قدمه أبناء البحيرة لمصر في المحافل الدولية، وناقش أيضًا دور الإقليم في تطوير الشبكات الرقمية للاتصالات.

إسهامات أبناء البحيرة في الإعلام والثقافة

في محور “ذاكرة الصحافة والإعلام”، تحدثت الإعلامية ساندي رضا نسيم عن إسهامات أبناء البحيرة في الصحافة المصرية، مشددة على ثلاث شخصيات بارزة، الصحفي عبد القادر حمزة مؤسس جريدة البلاغ، والأديب إسماعيل الحبروك “شاعر الثورة”، والمصور الصحفي أنطوان ألبير، مما يبرز دورهم في تشكيل المشهد الإعلامي والثقافي في مصر، واختتمت الندوة بمداخلة للشاعر الكبير صلاح اللقاني، الذي تناول التحديات المتعلقة بملف المياه وسد النهضة، مما يعكس أهمية الاستعداد لمواجهة التحديات المقبلة بعلم وخبرة وإرادة وطنية، وقد شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، مما يعكس أهمية هذه المواضيع في تشكيل الهوية المصرية عبر الأجيال.