في إطار الاحتفال بنصر أكتوبر، قام قداسة البابا تواضروس الثاني بزيارة مميزة إلى قرى ساحل سليم والبداري حيث استقبلته الجماهير بحفاوة كبيرة معربين عن فرحتهم بلقاء الأب الروحي الذي جاء ليعزز الروح الوطنية ويهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة على جهودهم في بناء الوطن والحفاظ عليه، وقد أظهرت هذه الزيارة التلاحم بين أبناء الوطن بمختلف طوائفهم، حيث انضم المسلمون إلى الاحتفالات، مما يعكس قيم الوحدة والتسامح في المجتمع المصري، وقد حرص البابا على تقديم رسائل من المحبة والتشجيع لأبناء الكنائس خلال جولته، مما جعل هذه اللحظات التاريخية تعكس روح الإيمان والوطنية في قلوب الجميع.

زيارة البابا تواضروس الثاني إلى صعيد مصر

جولة تاريخية في قرى ساحل سليم والبداري

قضى قداسة البابا تواضروس الثاني مساء اليوم سبع ساعات في جولة فريدة من نوعها، حيث زار قرى مركزي ساحل سليم والبداري، وقد كان الاستقبال حافلاً ودافئاً، حيث عبر أبناء تلك القرى عن مشاعرهم الحقيقية وتطلعاتهم لرؤية أبيهم الروحي، فقد جاء ليطمئن على سلامتهم ويقدم لهم جرعات من الأبوة والتعليم المشجع، وهذا هو أول زيارة لبطريرك لهذه المناطق، حيث لم تكن هناك كنائس في السابق، ولكن بفضل تنظيم الكنيسة وقانون بناء الكنائس الذي صدر في عام 2016، تم إنشاء كنائس جديدة لتلبية احتياجات أبناء المنطقة.

افتتاح كنيسة القديسين الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا

بدأت رحلة قداسة البابا بافتتاح كنيسة القديسين الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا في ساحل سليم، وهي كنيسة لا تزال تحت الإنشاء، وقد تزامنت زيارته مع الذكرى الرابعة لأول قداس أقيم فيها، حيث احتشد أبناء الكنيسة لاستقبال البابا، وكان الحضور كثيفاً حتى امتلأت الشوارع المحيطة، وقد شهدت الطريق الزراعي تجمعات كبيرة من أهالي القرى المجاورة الذين حملوا سعف النخيل وصور قداسة البابا، وفي مشهد وطني رائع، انضم الكثير من المسلمين لتحية الضيف الكبير، مما يعكس روح الوحدة والتآخي بين أبناء الوطن.

تعزيز الروح الوطنية والدعوة إلى الإيمان

في كل كنيسة زارها، حرص قداسة البابا على تعزيز الروح الوطنية، حيث قدم التهاني بمناسبة نصر أكتوبر للرئيس عبد الفتاح السيسي وللقوات المسلحة، مشيداً بجهودهم في بناء الوطن، وقد تفاعل الحضور بشكل إيجابي مع كلماته، حيث أشار إلى أهمية الإيمان والعلاقات الإنسانية، مشدداً على أن غاية الوصية هي المحبة من قلب طاهر، وحث الجميع على عدم الاستسلام للفشل بل العمل بجد لتحقيق الأهداف، وقد اختتم جولته بزيارة دير القديس الأنبا هرمينا، حيث استقبله أبناء القرى بحفاوة، ليختتم يومه بالصلوات والشكر لله على هذه الزيارة المباركة.