تحتفل مصر هذه الأيام بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة التي تعكس عظمة الحرب التحريرية التي خططت لها العقول المصرية بحنكة وذكاء، حيث تمكن الجيش المصري من استعادة أراضي سيناء بعد ست سنوات من الاحتلال، مما أثبت أن الإرادة الوطنية قادرة على تحقيق المستحيل، وتظل روح العبور مصدر إلهام للأجيال الجديدة، إذ تجسد هذه الذكرى التاريخية قدرة الشعب المصري على التكاتف خلف قيادته لتحقيق الانتصارات، وهذا ما جعل من انتصارات أكتوبر علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، حيث استكملت الدولة مسيرتها نحو التنمية والازدهار، مؤكدة مكانتها كداعم رئيسي للاستقرار الإقليمي، مما يعكس قوة الإرادة المصرية في مواجهة التحديات المختلفة.

ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة

تحتفل مصر هذه الأيام بذكرى مرور 52 عاماً على انتصارات أكتوبر المجيدة عام 1973، تلك اللحظة التاريخية التي استطاع خلالها الجيش المصري تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي كان يُعتبر لا يُقهر، وتمكن من استعادة كامل أراضي سيناء بعد 6 سنوات من الاحتلال، إن هذه الذكرى ليست مجرد احتفال بل هي تجسيد لروح العبور والإرادة التي قادتها القيادة السياسية والعسكرية بذكاء نادر، لتتحول الهزيمة إلى انتصار تاريخي.

قال المستشار هشام فؤاد، رئيس النقابة العامة للعاملين بالمرافق العامة، إن حرب أكتوبر كانت أعظم حرب تحرير، حيث خططت لها عقول مصرية مخلصة، محققة المفاجأة الاستراتيجية التي أعادت لمصر هيبتها وكرامتها بوعي عميق وإيمان راسخ بقدرات الشعب والجيش، إن الدبلوماسية المصرية نجحت في تهيئة المشهد العالمي، بينما كانت الاستراتيجية العسكرية تُحاك في صمت وصبر، مما أربك حسابات العدو وأظهر للعالم أن مصر صاحبة قرار مستقل وإرادة لا تقهر.

في سياق متصل، أشار فؤاد إلى أن معركة التحرير كانت اختباراً حقيقياً لروح الأمة المصرية التي توحدت خلف قيادتها، حيث قدم الجيش المصري الباسل أروع صور البطولة والتضحية، مدفوعاً بدعم شعبي غير مسبوق، هذا التلاحم الوطني كان صمام الأمان الذي استمرت عليه معركة تحرير الأرض، مؤكداً أن تحرير الأرض لم يكن الغاية الوحيدة، بل كانت تلك اللحظة أساساً لبناء دولة مصرية حديثة ذات سيادة، لتصبح مصر على مدار العقود التالية حجر الزاوية في تحقيق الاستقرار الإقليمي ودوراً محورياً في الربط الاقتصادي والاجتماعي بين الأمم، مما يعكس مكانتها كجسر للتواصل بين الحضارات والثقافات.

اليوم، تستكمل جمهورية مصر الجديدة مسيرتها بثبات تحت قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حاملة نفس روح أكتوبر، حيث تواجه الشرق الأوسط تحديات متعددة، ليبقى الدور المصري شامخاً كصخرة تتحطم عليها الأطماع، كما أكد فؤاد أن الحكمة التي تُدار بها الدولة والمكاسب التنموية والأمنية تدل على قدرة القيادة السياسية الواعية على تجاوز التحديات، فذكرى أكتوبر ليست مجرد استعادة للماضي بل هي استحضار دائم لروح يمكنها صنع المعجزات عندما تتوحد الإرادة، مما يجعل مصر، بشعبها العظيم وجيشها البطل وقيادتها الحكيمة، أقوى من كل التحديات، فخالص التهنئة والتحية والتقدير لكل من ساهم في هذا الإنجاز العظيم.