أطلقت الأمم المتحدة تحذيرًا خطيرًا بشأن الوضع الإنساني في مدينة الفاشر، حيث أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أن المدينة تواجه خطرًا وشيكًا من الفظائع الواسعة النطاق بسبب تصاعد المعارك والحصار المستمر منذ أكثر من 500 يوم من قبل ميليشيا قوات الدعم السريع، وقد أسفرت العمليات العسكرية الأخيرة عن مقتل العديد من المدنيين، مما يجعل الوضع أكثر مأساوية، لذا دعا تورك إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف الحصار وضمان سلامة المدنيين، محذرًا من أن الفاشر على حافة كارثة إنسانية إذا لم يتم توفير المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ورفع القيود المفروضة على المدينة.

تحذير أممي بشأن الوضع في الفاشر

أطلق المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، تحذيرًا بالغ الخطورة حول الوضع المتدهور في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث أكد أن المدنيين هناك يواجهون خطرًا وشيكًا من الفظائع الواسعة النطاق، مع تصاعد المعارك وزيادة مؤشرات التصعيد العسكري في المدينة المحاصرة منذ أكثر من 500 يوم، والتي تتعرض لسيطرة ميليشيا قوات الدعم السريع (RSF) بشكل متزايد، مما يستدعي الانتباه العاجل من المجتمع الدولي.

ووفقًا لتصريحات تورك، فإن الفاشر تقف على حافة كارثة إنسانية أكبر، إذا لم تُتخذ إجراءات فورية لتخفيف الحصار المفروض على المدينة وحماية السكان المدنيين، كما أفادت تقارير أممية حديثة بأن العمليات العسكرية بين 19 و29 سبتمبر أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 91 مدنيًا، نتيجة قصف مدفعي وهجمات بطائرات مسيرة، بالإضافة إلى توغلات برية استهدفت مناطق حيوية مثل مخيم “أبو شوك” للنازحين، في نمط يبدو أنه يسعى إلى تشريد السكان قسرًا.

وفي حادث مأساوي، أدت ضربة جوية بطائرة مسيرة استهدفت مسجدًا في 19 سبتمبر إلى مقتل 67 مدنيًا على الأقل، بينما استهدفت الهجمات أيضًا أسواق ومرافق حيوية، مثل مطبخ مجتمعي في حي أبوشوك، حيث قُتل 23 مدنيًا يوم 30 سبتمبر، وقد حذر تورك من أن الأوضاع على الأرض تشير إلى انهيار كامل للواقع الإنساني، مطالبًا بضرورة تأمين ممرات آمنة للمدنيين الراغبين في مغادرة المدينة، وضمان سلامتهم على طول طرق الخروج ونقاط التفتيش التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة.

دعوة إلى العمل الفوري لإنقاذ المدنيين

دعا تورك إلى رفع الحصار المفروض على الفاشر بشكل فوري، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مشيرًا إلى أن السكان يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية، وسط ارتفاع جنوني للأسعار، كما أكد أن الهجوم على واحد من آخر المطابخ المجتمعية في المدينة يهدد بحرمان المدنيين من الحد الأدنى من الحق في الغذاء، وأكد أن الفظائع ليست حتمية، بل يمكن تجنبها إذا تحرك الجميع بشكل مسؤول، ودعموا القانون الدولي، واحترموا حياة المدنيين وممتلكاتهم.