تتزايد المخاوف بشأن احتمالية غرق أراضي طرح النهر في الدلتا، حيث أصدرت الحكومة تحذيرات عاجلة للمزارعين في محافظات مثل المنوفية والبحيرة بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل الناتج عن فيضانات السودان وتصريف سد النهضة الإثيوبي، وتُعتبر أراضي طرح النهر مناطق منخفضة معرضة للغمر، مما يستدعي توخي الحذر من المزارعين الذين يستغلون هذه الأراضي في الزراعة، وفي الوقت نفسه، يؤكد الخبراء أن السد العالي ينظم منسوب المياه، مما يقلل من فرص الغمر، ولكن يجب على الجميع الاستعداد لأي طارئ قد يحدث في المستقبل بسبب التغيرات المناخية والفيضانات المتكررة.
قضية أراضي طرح النهر: تحذيرات جديدة من ارتفاع منسوب مياه النيل
عادت قضية "أراضي طرح النهر" لتتصدر الأخبار مجددًا، حيث انتشرت تحذيرات رسمية تطالب بالإخلاء في عدة محافظات قريبة من فرعي النيل، وخاصة في الدلتا مثل المنوفية والبحيرة، وذلك تحسبًا لارتفاع منسوب مياه النيل الذي قد يؤدي إلى غمر تلك الأراضي، وتُعرف أراضي "طرح النهر" بأنها أراضٍ منخفضة تقع ضمن حرم النهر، وتكون عرضة للغمر مع زيادة التصرفات المائية، ورغم أن غمر هذه الأراضي يُعتبر أمرًا طبيعيًا ومتكررًا سنويًا في مواسم الفيضان أو عند زيادة الاحتياجات المائية، إلا أن التحذيرات الأخيرة أثارت قلق المزارعين.
أعلن رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، تحذيرًا للمزارعين من أن مستوى نهر النيل قد يرتفع خلال الأسابيع القادمة بسبب فيضانات السودان الناجمة عن تصريف سد النهضة الإثيوبي، وأوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن السد العالي ينظم منسوب مياه النيل طوال العام، وغالبًا لا تغمر المياه الأراضي، وهذا يشجع المزارعين على استغلالها وتأجيرها من وزارة الري، باستثناء بعض المناطق الأكثر انخفاضًا التي تتعرض للغمر، لذا يجب على المزارعين توخي الحذر.
تأتي هذه التصريحات في إطار جهود الحكومة لتبرئة ذمتها من أي خسائر محتملة نتيجة ارتفاع منسوب نهر النيل، حيث يعلم جميع المزارعين أن تلك الأراضي قد تصلها المياه في أي وقت من السنة، وليس لهم الحق في طلب تعويض في حالة الغرق، ومع ذلك، فإن ندرة حدوث ذلك تجعلهم يقبلون على زراعة هذه الأراضي، وأكد الدكتور شراقي أن السد العالي مستعد لاستقبال الإيراد السنوي الجديد، والذي يبدأ عادة في الأول من أغسطس، وقد بدأ متأخرًا في السنوات الأخيرة بسبب التخزين في سد النهضة، مما أدى لوصول كميات كبيرة من المياه في سبتمبر، وهذا قد يؤثر على منسوب النيل ويزيد من خطر غمر أراضي طرح النهر.
التعليقات