شلل حكومي يضرب أمريكا للمرة الرابعة بعهد ترامب يثير الكثير من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الأزمة المستمرة ويعكس الصراع السياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين الذين فشلوا في التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية مما أدى إلى تعليق بعض الخدمات الحكومية وترك 750 ألف موظف في إجازة غير مدفوعة الأجر وتأتي هذه الأزمة بعد تخفيضات كبيرة في حجم الحكومة الوطنية خلال فترة ترامب مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا فالحديث يدور حول كيف يمكن أن تؤثر هذه الأزمة على الاقتصاد الأمريكي وكيف ستتفاعل الحكومة مع مطالب الديمقراطيين في ظل هذه الظروف الصعبة لذا يبقى المشهد السياسي في أمريكا مليئًا بالتحديات التي تحتاج إلى حلول عاجلة.
إغلاق الحكومة الأمريكية: الأسباب والتداعيات
أعلنت الحكومة الفيدرالية الأمريكية عن إغلاقها بعد فشل الجمهوريين والديمقراطيين في التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية، مما يعني تعليق بعض الخدمات الحكومية بشكل مؤقت، ومن المتوقع أن يُوضع حوالي 750 ألف موظف، ما يعادل 40% من القوة العاملة الفيدرالية، في إجازة غير مدفوعة الأجر، وعلى الرغم من أن مثل هذه المواجهات حول الميزانية ليست جديدة في السياسة الأمريكية، إلا أن هذه المرة تحمل توترًا خاصًا، حيث يسعى الرئيس دونالد ترامب إلى تقليص حجم الحكومة الوطنية بشكل كبير، مما قد يتيح له فرصة إجراء مزيد من التخفيضات.
أسباب الإغلاق وتفاصيل النزاع السياسي
الإغلاق جاء نتيجة عدم تمكن الجمهوريين والديمقراطيين من الاتفاق على مشروع قانون لتمويل الخدمات الحكومية حتى أكتوبر وما بعده، فبينما يسيطر الجمهوريون على مجلسي الكونغرس، إلا أنهم يفتقرون إلى الأصوات اللازمة في مجلس الشيوخ، مما يمنح الديمقراطيين بعض القوة في المفاوضات، حيث يسعى الديمقراطيون إلى تمديد الاعتمادات الضريبية التي تساعد في تقليل تكاليف التأمين الصحي، بالإضافة إلى التراجع عن تخفيضات ترامب في برنامج “ميديكيد”، الذي يُعنى برعاية كبار السن وذوي الإعاقة. وقد تم إقرار مشروع قانون مؤقت في مجلس النواب، إلا أنه لم يمر في مجلس الشيوخ، مما أدى إلى الإغلاق الرسمي.
تأثير الإغلاق على الخدمات الحكومية والاقتصاد
لن تُغلق جميع جوانب الحكومة، فبعض الخدمات الأساسية ستظل مستمرة، مثل موظفي حماية الحدود وعملاء وكالة الهجرة والجمارك، لكن سيتم وضع الموظفين “غير الأساسيين” في إجازة غير مدفوعة، ومن المتوقع أن تتأثر برامج مثل مساعدات الغذاء والعديد من المشاريع البحثية، كما قد تحدث تأخيرات في خدمات السفر وإصدار جوازات السفر.
أما بالنسبة للاقتصاد، فيتوقع المحللون أن يقلل الإغلاق من النمو الاقتصادي بنحو 0.1 إلى 0.2 نقطة مئوية في كل أسبوع يستمر فيه، رغم أن السوق يبدو أنه يتجاهل هذا التهديد حتى الآن، لكن إذا أدى الإغلاق إلى فصل الموظفين بدلاً من وضعهم في إجازة، فقد يكون التأثير أكثر عمقًا، خاصة في ظل التوترات التجارية الحالية.
تاريخ الإغلاقات الحكومية في الولايات المتحدة
الإغلاقات بسبب الميزانيات أصبحت سمة شائعة في السياسة الأمريكية، حيث شهدت البلاد عدة إغلاقات خلال العقود الماضية، وآخرها في أواخر عام 2018، والذي استمر 35 يومًا بسبب الخلافات حول تمويل جدار على الحدود مع المكسيك، وقدّر مكتب الميزانية في الكونجرس أن هذا الإغلاق خفض الناتج الاقتصادي بنحو 11 مليار دولار، وهو ما يبرز أهمية التوصل إلى اتفاقات سياسية لتفادي مثل هذه الأزمات في المستقبل.
التعليقات