تشهد المغرب احتجاجات واسعة يقودها الشباب في عدة مدن تطالب بتحسين التعليم والصحة وباستقالة رئيس الوزراء عزيز أخنوش حيث خرج المتظاهرون في مسيرات سلمية تنديدًا بالفساد وسوء الخدمات العامة وتدهور النظام الصحي الذي أثر بشكل كبير على حياة المواطنين مع تزايد المطالبات بتخصيص المزيد من الموارد للمدارس والمستشفيات بدلاً من الاستثمارات في الفعاليات الرياضية مثل كأس العالم 2030 وهذا التوجه يعكس حالة من الاستياء المتزايد في المجتمع المغربي الذي يسعى لتحسين أوضاعه المعيشية ويؤكد على أهمية الاستجابة لمطالب الشعب من خلال حوار جاد وفعّال بين الحكومة والمحتجين مما يعكس رغبة قوية في التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية.
الاحتجاجات في المغرب: صوت الشباب ضد الفساد
شهدت شوارع المغرب يوم الخميس مظاهرات حاشدة قادها الشباب، وذلك للليلة السادسة على التوالي، رغم المخاوف من تفاقم العنف بعد مقتل ثلاثة أشخاص برصاص الشرطة في الليلة السابقة، انطلقت الاحتجاجات في أكثر من 12 مدينة، بما في ذلك الدار البيضاء، حيث طالب المحتجون بتحسين الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، ودعا البعض إلى استقالة رئيس الوزراء عزيز أخنوش، مما يعكس حالة من الاستياء المتزايد في المجتمع.
المطالب الشعبية وتحديات الحكومة
تأتي الدعوات للاستقالة في أعقاب أحداث مؤسفة، حيث تحولت الاحتجاجات السلمية إلى أعمال شغب، شملت نهب البنوك وإحراق السيارات، ورغم أن الملك محمد السادس هو السلطة العليا، إلا أن الاحتجاجات تركزت على الحكومة التي تُعتبر المسؤولة عن تنفيذ سياسات الملك، وعبر المتظاهرون عن مطالبهم بهتافات مثل "الشعب يريد إسقاط أخنوش"، مما يعكس رغبة قوية في التغيير.
وفي أول تصريح له بعد الأحداث، أعرب أخنوش عن حزنه على الوفيات، وأشاد بجهود أجهزة الأمن، مشيرًا إلى استعداد الحكومة للاستجابة لمطالب المحتجين، مؤكدًا أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل القضايا المختلفة التي تواجه البلاد، لكن لم يتم توضيح أي إصلاحات محددة.
حركة "جيل زد" وتأثيرها
برزت حركة "جيل زد 212" كواحدة من أكبر الحركات الاحتجاجية في المغرب منذ سنوات، حيث نظمها شباب متعلمون ومطلعون على وسائل التواصل الاجتماعي، واحتجاجاتهم تعكس استنكارهم لما يعتبرونه فسادًا واسع النطاق، حيث يسلطون الضوء على الفجوة بين الاستثمارات الضخمة في الاستعدادات لكأس العالم 2030، وبين نقص التمويل في المدارس والمستشفيات.
شعارات مثل "الرعاية الصحية أولا، لا نريد كأس العالم" و"الملاعب موجودة، ولكن أين المستشفيات؟" تعكس الغضب الشعبي من تدهور الخدمات العامة، خصوصًا بعد وفاة ثماني نساء في مستشفى عام بأكادير، مما زاد من حدة المطالب الشعبية، ومع اقتراب كأس الأمم الأفريقية والانتخابات البرلمانية في عام 2026، يتزايد الضغط على الحكومة لمعالجة هذه القضايا الملحة.
التعليقات