تواصل أسعار الذهب ارتفاعها في الأسواق المحلية والعالمية نتيجة استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي يفاقم من عدم اليقين الاقتصادي ويعزز من الطلب على الذهب كملاذ آمن وسط توقعات قوية بخفض الفائدة الفيدرالية وهو ما يدعم الأسعار بشكل كبير حيث سجل جرام الذهب عيار 21 في السوق المحلي 5240 جنيهًا بينما ارتفعت الأوقية عالميًا لتصل إلى 3890 دولارًا مما يشير إلى أداء قوي للذهب خلال الفترة الحالية مع تزايد الرهانات على خفض الفائدة الأمريكية وتعزيز الإقبال على الاستثمار في الذهب كوسيلة للحماية من المخاطر الاقتصادية والسياسية المتزايدة.
ارتفاع أسعار الذهب: تأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي
شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الخميس، ويعود السبب الرئيسي إلى استمرار أزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، وهي الأزمة التي لم تحدث منذ حوالي سبع سنوات، بالإضافة إلى فشل المشرّعين في التوصل إلى اتفاق بشأن التمويل الحكومي، مما أدى إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، وفقًا لتقرير منصة “آي صاغة” المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات، كما زادت التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما أعطى دفعة إضافية لأسعار الذهب.
تحركات الأسعار في الأسواق
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، إن أسعار الذهب ارتفعت محليًا بنحو 15 جنيهًا مقارنة بختام تعاملات أمس، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 5240 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 23 دولارًا لتصل إلى 3890 دولارًا، كما أوضح أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5989 جنيهًا، وعيار 18 سجل 4491 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3487 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 41,920 جنيهًا، مشيرًا إلى أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا ملحوظًا أمس بنحو 45 جنيهًا، مما يعكس تزايد الطلب على المعدن الأصفر في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
أداء الذهب في سبتمبر
حقق الذهب أداءً قويًا خلال شهر سبتمبر، إذ ارتفع محليًا بنسبة 11% بما يعادل 490 جنيهًا، بينما صعد عالميًا بنسبة 12% بما قيمته 411 دولارًا للأوقية، وهذا الأداء يعد الأفضل منذ 16 عامًا، ويعكس ارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة نتيجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية العالمية، إلى جانب تزايد التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية، مما يجعل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين في الوقت الراهن، وبهذا، يظل الذهب في صدارة الخيارات الاستثمارية في ظل الظروف الحالية.
البيئة الاقتصادية والمخاطر الحالية
تشير التقارير إلى أن الإغلاق الحكومي الأمريكي يعزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن، حيث تساهم التوقعات بخفض الفائدة في إبقاء عوائد سندات الخزانة الأمريكية منخفضة، مما يضعف الدولار ويعزز من قيمة الذهب، وفي سياق متصل، شهد مجلس الشيوخ الأمريكي فشلًا في تمرير حزمة تمويل مؤقتة، مما يزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية، ويؤكد استمرار الإغلاق، كما أن بيانات التوظيف الأخيرة أظهرت فقدان القطاع الخاص الأمريكي لـ32 ألف وظيفة، مما يزيد من الضغوط على الدولار.
توقعات مستقبلية لأسعار الذهب
تشير التوقعات إلى أن الذهب قد يتجاوز مستوى 4000 دولار للأوقية، وذلك بفضل مشتريات البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد والمؤسسات، حيث يرى الاستراتيجي جوني تيفز من “يو بي إس” أن الذهب لا يزال يحمل إمكانيات نمو كبيرة، خاصة مع بدء دورة التيسير النقدي من جانب الفيدرالي، وعلى الرغم من أن وتيرة الارتفاع قد تتباطأ مع نهاية 2026، إلا أن التحول الهيكلي في استثمار الذهب سيبقي الأسعار عند مستويات مرتفعة على المدى الطويل، مما يجعل الذهب خيارًا استثماريًا قويًا ومضمونًا.
مستقبل السياسة النقدية وتأثيرها على الذهب
فيما يتعلق بالسياسة النقدية، أكدت سوزان كولينز، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، أن خفض الفائدة قد يكون مناسبًا إذا أكدت البيانات ذلك، بينما حذرت لوري لوجان من محدودية التخفيضات، مما يجعل الذهب عند مفترق طرق مهم، حيث تعكس الأسعار الحالية التأثيرات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة، ومع بداية الربع الأخير من العام، يبقى المستقبل مرهونًا بتطورات الإغلاق الحكومي وسرعة صدور البيانات الاقتصادية خلال الأيام المقبلة.
التعليقات