شباب حركة “جيل زد 212” في المغرب يمثلون صوتًا جديدًا يتحدى الوضع الراهن ويعبر عن طموحات جيل كامل يسعى للتغيير في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة هذه الحركة التي انطلقت عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل “ديسكورد” و”تيك توك” تجسد رغبة الشباب في التعبير عن قضاياهم الملحة مثل التعليم والصحة والفساد ورغم التحديات التي واجهتهم بما في ذلك الاعتقالات فإنهم حافظوا على طابعهم السلمي ورفضوا العنف مؤكدين حبهم للوطن والملك هذه الديناميكية الجديدة تعكس الوعي المتزايد لدى الشباب المغربي وتبرز قدرتهم على استخدام الأدوات الرقمية للتنظيم والتعبير عن آرائهم في مجتمع يتسم بالتغير السريع وقد أثارت الحركة اهتمامًا كبيرًا في وسائل الإعلام المحلية والدولية مما يبرز أهمية الدور الذي يلعبه الشباب في تشكيل مستقبل المغرب.
مظاهرات جيل زد 212 في المغرب: صرخة من أجل التغيير
شهدت العاصمة المغربية الرباط، بالإضافة إلى العديد من المدن الأخرى، مظاهرات شبابية مفاجئة في أواخر سبتمبر الماضي، وذلك استجابة لدعوات حركة جديدة تُعرف باسم "جيل زد 212" ورغم الغموض الذي يحيط بهوية مؤسسيها، فقد عرّفت الحركة نفسها بأنها مبادرة شبابية سلمية ومستقلة، ترفض العنف وتؤكد على حب الوطن والملك، كما تجلى في شعاراتها الأولى.
تطور الحركة ودوافعها
ظهر "جيل زد 212" في سياق عالمي يشهد بروز حركات شبابية يقودها أبناء جيل "Z" عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث انطلقت الدعوة للتظاهر يومي 27 و28 سبتمبر من خلال منصات رقمية مثل "ديسكورد" و"تيك توك" و"إنستجرام"، مما منحها زخمًا وانتشارًا سريعًا بين فئات عمرية تتراوح بين الثالثة عشرة والثامنة والعشرين. ركزت الحركة منذ البداية على قضايا اجتماعية أساسية تتعلق بالتعليم والصحة ومحاربة الفساد، ورفعت شعار "مغرب يسير بسرعتين" في إشارة إلى الفوارق الاجتماعية والسياسات العمومية غير العادلة.
مطالب الحركة وآفاق المستقبل
انتقد شباب الحركة تخصيص استثمارات ضخمة لبناء ملاعب البنية التحتية استعدادًا لمونديال 2030، وطالبوا بتحويل هذه الموارد لتحسين المدارس والمستشفيات وتوسيع الخدمات الاجتماعية. ورغم بعض الاعتقالات التي شهدتها المظاهرات، تمسك المحتجون بطابعهم السلمي، وهو ما أكده المشاركون في تصريحاتهم للإعلام المحلي والدولي. تشير بيانات المندوبية السامية للتخطيط إلى أن هذه الفئة العمرية تمثل أكثر من ربع سكان المغرب، مما يبرز الحاجة الملحة لتلبية مطالبهم في تحسين الخدمات الأساسية وتوسيع فرص العمل.
بصفة عامة، تعكس الحركة وعيًا حقوقيًا متقدمًا داخل فئة شبابية لطالما وُصفت بأنها بعيدة عن الشأن العام، كما تعرّف الحركة نفسها كفضاء للنقاش الحر يضم شبابًا مستقلين، وقد بلغ عدد أعضائها على "ديسكورد" نحو 12 ألفًا، مما يعكس حجم الاهتمام الذي أثارته في فترة وجيزة. ومع استمرار الحركة في بداياتها، تبقى آفاق نجاحها رهنًا بتجاوب السلطات مع مطالبها، وبقدرة هذا الجيل على فرض نفسه كفاعل مؤثر في الحياة السياسية والاجتماعية للمغرب.
التعليقات