في ظل الضغوطات الدولية المتزايدة على إسرائيل بسبب سياساتها، تبرز التساؤلات حول مدى كفاية 7 آلاف دولار لتلميع صورة الدولة المحتلة في أعين العالم وتحديداً في الولايات المتحدة حيث تم الكشف عن خطة مدفوعة لتوظيف مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تعزيز الرواية الإسرائيلية وقد أشار معهد كوينسي إلى أن هذه المدفوعات تأتي في إطار حملة منظمة تهدف إلى تحسين الصورة العامة لإسرائيل التي تواجه انتقادات واسعة بسبب أفعالها في غزة وغيرها من المناطق مما يثير جدلاً حول فعالية هذه الاستراتيجيات ومدى تأثيرها على الرأي العام العالمي.

حملة إسرائيل لتلميع صورتها الدولية

في إطار جهودها المستمرة لتسويق صورتها على الساحة الدولية، وخصوصًا في الولايات المتحدة، كشفت التقارير الأخيرة الصادرة عن معهد كوينسي الأمريكي، المتخصص في السياسة الخارجية، عن مدفوعات مالية تقدمها إسرائيل لعدد من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي. تُظهر هذه التقارير أن الحكومة الإسرائيلية تسعى جاهدة لتعزيز موقفها الإعلامي من خلال دعم هؤلاء المؤثرين، مما يسلط الضوء على استراتيجية جديدة لإعادة بناء صورتها في أذهان الجمهور.

تصريحات نتنياهو ودور المؤثرين

خلال اجتماع عُقد مؤخرًا، أشار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى أهمية دور المؤثرين في مواجهة التحديات الإعلامية التي تواجهها إسرائيل. وقد قال نتنياهو في خطابه: "علينا أن نقاوم، كيف نقاوم؟ مؤثرونا، أعتقد أنه يجب عليكم التحدث إليهم إن تمكنتم من ذلك، فهم مهمون للغاية بالنسبة لمجتمعنا". هذه التصريحات تعكس استراتيجية إسرائيلية واضحة لتعزيز الرسائل المؤيدة لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، مثل "تيك توك".

تفاصيل الحملة المالية للمؤثرين

وفقًا لمجلة "responsible statecraft" التابعة لمعهد كوينسي، حصلت على وثائق تكشف عن تفاصيل الحملة الإسرائيلية الموجهة للمؤثرين. تشير الوثائق إلى أن شركة "بريدجز بارتنر"، المرتبطة بوزارة الخارجية الإسرائيلية، قد أرسلت فواتير لمجموعة "هافاس" الإعلامية الألمانية، تحدد فيها ميزانية تصل إلى 900 ألف دولار لدعم 14 إلى 18 مؤثرًا. من المتوقع أن يُنتج هؤلاء المؤثرون ما بين 75 و90 منشورًا دعائيًا لإسرائيل خلال الفترة من يونيو حتى نوفمبر، مما يوضح أن تكلفة كل منشور قد تتراوح بين 6 آلاف و7 آلاف دولار.

تداعيات الحملة في ظل العزلة الدولية

تأتي هذه الحملة في وقت تعيش فيه إسرائيل عزلة دولية غير مسبوقة، بسبب العدوان المستمر على غزة والحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة. ورغم الجهود الإسرائيلية لتسويق صورتها، لا تزال الهوية الحقيقية للمؤثرين المشاركين في هذه الحملة غير معروفة، حيث لم ترد شركة "بريدجز بارتنر" على استفسارات حول تفاصيل المشروع وأجور المؤثرين.

الخلاصة

تتضح من هذه التطورات محاولات إسرائيل المستمرة لتعزيز وجودها الإعلامي في ظل ظروف صعبة، حيث تستثمر في استراتيجيات جديدة تشمل الاستعانة بالمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، يبقى التساؤل حول مدى نجاح هذه الحملة في تحسين صورتها في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة.