تحالف ترامب ونتنياهو يعد من أبرز المحطات في تاريخ السياسة الأمريكية والإسرائيلية حيث شهدت العلاقة بين الزعيمين تحولات كبيرة منذ بداية ولايتهما فقد بدأ التحالف في ذروته بين عامي 2017 و2020 مع تحقيق العديد من الإنجازات السياسية التي عززت مكانة نتنياهو في الداخل الإسرائيلي بينما اعتبر ترامب نفسه الأكثر دعماً لإسرائيل في البيت الأبيض ومع مرور الوقت ظهرت بعض الخلافات التي أثرت على العلاقة بينهما خصوصاً بعد فوز بايدن في الانتخابات الأمريكية إلا أن عودة ترامب إلى الحكم في 2025 أعادت الروابط إلى مسارها من جديد مع التركيز على قضايا مهمة مثل الحرب في غزة ومحادثات السلام مما يعكس تعقيد هذا التحالف وأهميته في المنطقة.

تحالف ترامب ونتنياهو: مسار العلاقة على مر السنين

في إطار العلاقات الدولية، يبرز التحالف بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كواحد من أبرز الشراكات السياسية في التاريخ الحديث، حيث تم الإعلان عن خطة سلام من 20 نقطة بشأن غزة، مما يعكس مدى قرب العلاقة بين الزعيمين. وصف ترامب نتنياهو بـ"المحارب"، بينما أطلق عليه نتنياهو لقب "أعظم صديق لإسرائيل في البيت الأبيض"، مما يعكس التفاهم العميق الذي يجمعهما، رغم وجود بعض الخلافات التي قد تطرأ بين الحين والآخر.

ذروة التحالف (2017-2020)

تجلت ذروة التحالف بين ترامب ونتنياهو خلال الولاية الأولى لترامب، حيث شهدت هذه الفترة تحقيق العديد من الانتصارات السياسية لصالح إسرائيل. من أبرز الأحداث كان اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، والذي وصفه نتنياهو بـ"التاريخي"، وهو ما أثار احتجاجات في جميع أنحاء الشرق الأوسط. كما انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، مما لاقى ترحيبًا من نتنياهو، الذي اعتبر ذلك خطوة صحيحة. وقد تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو ما اعتبره نتنياهو "يومًا مجيدًا"، رغم العنف الذي شهدته غزة في ذلك اليوم.

الشرخ في العلاقة (2020-2021)

مع فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية عام 2020، بدأت العلاقة بين ترامب ونتنياهو تتعرض للاختبار، حيث كان نتنياهو من أوائل القادة الذين هنأوا بايدن، مما أثار غضب ترامب. في ديسمبر 2021، استخدم ترامب ألفاظًا نابية ضد نتنياهو، معبرًا عن استيائه من تهنئته المبكرة، مما يعكس عمق الشرخ الذي حدث بينهما. ومع ذلك، لم تدم هذه الفجوة طويلاً، حيث سعى نتنياهو إلى إعادة بناء العلاقات مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في عام 2025.

إعادة الروابط وتحديات المستقبل

مع عودة ترامب، بدأت العلاقات بين الزعيمين تتعافى، حيث أصبح نتنياهو أول قائد يزور واشنطن بعد تنصيب ترامب. وقد أظهرت التقارير أن الزعيمين يعملان معًا على قضايا متعددة، بما في ذلك وقف إطلاق النار في غزة. ومع ذلك، تشير التحليلات إلى أن العلاقة الحالية أكثر براغماتية، حيث يعاني ترامب من إحباط متزايد تجاه نتنياهو، مما يعكس التوترات المحتملة في المستقبل. ورغم ذلك، لا تزال إسرائيل تتمتع بحرية كبيرة في التعامل مع قضاياها، حيث استمرت في تنفيذ عمليات عسكرية في غزة وسوريا، دون أي عواقب تذكر.

خطة السلام المكونة من 20 نقطة

في 29 سبتمبر 2025، تم التركيز على خطة ترامب المكونة من 20 نقطة لإنهاء حرب غزة، والتي تتضمن إنشاء آلية حكم لما بعد الحرب وضمان إطلاق سراح الأسرى. وفي اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء القطري، اعتذر نتنياهو عن الضربة التي تعرضت لها قطر، مما يعكس تعقيد العلاقات الإقليمية والدولية التي تشكل خلفية هذه الأحداث.

تظل علاقة ترامب ونتنياهو موضوعًا مثيرًا للاهتمام، حيث يجسد التحالف بينهما ديناميات السياسة الدولية المعقدة، ويدعو المتابعين إلى التفكير في مستقبل هذه العلاقة وتأثيرها على الأوضاع في المنطقة.