في حوار مثير، أكد السفير نبيل فهمي أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تمر بأزمة حادة، حيث وصفها بأنها في أسوأ مراحلها، مشيرًا إلى أن هذه الفترة تشهد تصعيدًا إسرائيليًا يتطلب من مصر اتخاذ مواقف حازمة لحماية أمنها القومي، وأوضح فهمي أن أكبر عدو لتل أبيب هو تصرفاتها غير المدروسة، التي تؤدي إلى عزلة دولية متزايدة، وأشار إلى أهمية إعادة تقييم التحالفات في الشرق الأوسط بعد الأحداث الأخيرة، معتبرًا أن السلام يعتمد على احترام الحدود والاتفاقيات المبرمة، وهذا يتطلب من الجميع التفكير بجدية في مستقبل العلاقات الإقليمية والدولية.

حوار مع السفير نبيل فهمي: التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط

تغيرات في خارطة التحالفات الإقليمية
في حديثه حول الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، أشار السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري الأسبق، إلى أن الضربة الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في التحالفات الإقليمية، حيث اعتبر أن هذا الهجوم يبرز التوتر المتزايد في المنطقة. وفي سياق حديثه، أشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد هدد مصر بقطع المساعدات العسكرية، ولكنه تراجع عن ذلك في كل مرة بسبب العواقب المحتملة. كما أكد فهمي أن الأحداث الحالية ستترك آثارًا كبيرة على الولايات المتحدة والأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الساحة السياسية الأمريكية ستشهد إعادة تشكيل خلال السنوات القادمة.

العلاقات المصرية الإسرائيلية في أسوأ مراحلها
تحدث السفير فهمي عن العلاقات المصرية-الإسرائيلية، مؤكدًا أنها في أسوأ مراحلها حاليًا. وأوضح أن السبب في ذلك يعود إلى التصرفات الإسرائيلية التي تهدد الأمن القومي المصري، مثل التهديد بتهجير الفلسطينيين عبر معبر رفح. وأكد أن هذه التصريحات ليست مجرد كلمات، بل تعكس قلقًا حقيقيًا من تصرفات إسرائيل التي قد تؤدي إلى ردود فعل قوية. وأشار إلى أن وصف الرئيس السيسي لإسرائيل كـ"عدو" يعكس تحولًا كبيرًا في هذه العلاقات، حيث يجب على إسرائيل احترام الحدود التي تم الاتفاق عليها.

التأثيرات العالمية على القضية الفلسطينية
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أشار فهمي إلى أن استطلاعات الرأي تظهر أن نسبة كبيرة من الشباب الأمريكي تفضل حماس على إسرائيل، مما قد يؤثر على العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية. كما أكد أن الاعترافات الدولية بدولة فلسطين تمثل خطوة مهمة في الضغط على إسرائيل، مشيرًا إلى أن أكبر عدو لإسرائيل هو تصرفاتها التي تؤدي إلى عزلة دولية. وأكد فهمي أن على الدول التي اعترفت بفلسطين أن تتعامل مع أراضيها وفق حدود 1967، محذرًا من أن هذا الأمر يتطلب إجراءات سياسية وقانونية صارمة.

إعادة تشكيل التحالفات العربية
بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، اعتقد فهمي أن العرب بدأوا في التفكير في إعادة تشكيل خريطة التحالفات. حيث أشار إلى أن إسرائيل، من خلال تصرفاتها، تعزز من فرص التعاون العربي، مما قد يؤدي إلى ولادة "ناتو عربي" يتجاوز الجانب العسكري إلى الجوانب السياسية والاقتصادية. وأكد أن القوة العربية يجب أن تستند إلى التعاون الإقليمي والقدرات الذاتية، مع ضرورة وجود كيان سياسي قوي يدعم ذلك.

مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية-الأمريكية، أكد فهمي أن مصر تعد دولة مهمة في المنطقة، وأن العلاقة مع الولايات المتحدة يجب أن تكون قائمة على المصلحة المصرية. وأشار إلى أن ترامب، رغم دعمه لإسرائيل، إلا أنه لا يميل إلى المشاركة العسكرية المكثفة في المنطقة، مما يعني أن مصر قد تجد مساحة أكبر للعمل وفق مصالحها.

ختامًا
تظهر تصريحات السفير نبيل فهمي مدى تعقيد الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث تتداخل القضايا السياسية والأمنية مع المصالح الإقليمية والدولية. ومن الواضح أن التحديات الحالية تستدعي استراتيجيات جديدة للتعامل مع التحولات السريعة في المشهد الجيوسياسي، مما يتطلب من الدول العربية توحيد جهودها لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.