في ظل الحديث المتزايد عن المبادرة الجديدة المتعلقة بغزة، يبرز دور توني بلير كمصدر قلق حقيقي لدى الفلسطينيين، حيث يرى الكثيرون أن بلير، الذي يحمل تاريخًا مليئًا بالجدل، قد يؤثر سلبًا على فرص تحقيق السلام، فالخوف يتزايد من أن يُعتبر بلير وكيلًا غير موثوق به، مما يعزز أزمة الثقة التاريخية بينه وبين الفلسطينيين، خاصة بعد اتهامات سابقة له بالانحياز لإسرائيل، كما أن غياب الجداول الزمنية الواضحة في المبادرة يزيد من التوجس لدى الفلسطينيين ويجعلهم يتساءلون عن مصير حقوقهم ومصالحهم، مما يستدعي ضرورة التعامل بحذر مع أي دور محتمل له في هذه القضية الحساسة، فالقلق من أن يتحول بلير إلى “وصي فعلي” على غزة يثير مخاوف عميقة في النفوس، مما يضعف فرص نجاح أي مبادرة تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.
مبادرة جديدة بشأن غزة: إيجابيات ومخاوف فلسطينية
قال جهاد حرب، مدير مركز "ثبات للبحوث"، إن المبادرة الجديدة المتعلقة بقطاع غزة تحمل في طياتها جوانب إيجابية، لكنها في ذات الوقت تثير مخاوف حقيقية لدى الفلسطينيين، خاصة فيما يتعلق بالدور المحتمل لتوني بلير، حيث أشار حرب، خلال مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال في برنامج "منتصف النهار" على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن من أبرز النقاط الإيجابية في المبادرة هي وقف إطلاق النار ووقف القتل في القطاع، بالإضافة إلى منع التهجير القسري والسماح بإدخال الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية، كما كان الحال في اتفاق يناير الماضي، ولكن، المبادرة تفتقر إلى جداول زمنية واضحة، مما يفتح الباب للتأويلات ويزيد من القلق.
أزمة الثقة مع توني بلير
فيما يتعلق بالدور الذي يروج لتوني بلير ضمن المبادرة، أشار حرب إلى وجود أزمة ثقة تاريخية بين بلير والفلسطينيين، حيث كان بلير ممثلاً للرباعية الدولية في الأراضي الفلسطينية بين عامي 2005 و2007، وقد اتهمته السلطة الفلسطينية آنذاك بأنه "شخص غير مرغوب فيه"، بسبب انحيازه لإسرائيل وسعيه لتحقيق مكاسب اقتصادية شخصية من المشاريع المطروحة في ذلك الوقت، كما أن بلير يتمتع بعلاقات وثيقة مع الحكومة الإسرائيلية، وهو ما يثير قلق الفلسطينيين الذين يحملونه جزءًا من المسؤولية عن الغزو الأمريكي للعراق حين كان رئيسًا لوزراء بريطانيا، حيث دعم سياسات الإدارة الأمريكية الجمهورية.
تساؤلات حول دور بلير في إعادة الإعمار
أضاف حرب أن اللقاء الذي جمع بلير بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمّان قبل نحو شهرين أثار مفاجأة وتساؤلات واسعة، حيث اعتبره البعض تمهيدًا لطرح بلير كـ"وصي فعلي" على قطاع غزة في إطار ترتيبات إعادة الإعمار والحكم، في ظل الحديث عن تشكيل حكومة تكنوقراط وإشراف خارجي على المرحلة القادمة في القطاع، وشدد حرب على أن أي دور لبلير من شأنه أن "يفاقم أزمة الثقة" ويضعف فرص نجاح المبادرة، لأن الفلسطينيين يرونه طرفًا غير نزيه وغير محايد، خاصة إذا ما أُوكلت له مهام تتعلق بإدارة غزة أو الإشراف على إعادة الإعمار.
التعليقات