في ظل التوترات السياسية المتزايدة، أثار اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقطر ردود فعل قوية من مختلف أعضاء الكنيست الذين وصفوا هذا الاعتذار بـ”العار” حيث اعتبروا أن الاعتذار لدولة تدعم حماس يتعارض مع المصالح الأمنية الإسرائيلية ويعكس ضعفاً في القيادة كما انتقد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير هذا التصرف واعتبر أن الضربة التي استهدفت قيادات حماس في قطر كانت ضرورية وأخلاقية ولا ينبغي الاعتذار عنها بينما أشار زعيم المعارضة يائير لابيد إلى أن نتنياهو يجب أن يعتذر لمواطني إسرائيل بدلاً من قطر وهذا يعكس حالة الانقسام السياسي في البلاد حيث يسعى كل طرف لإظهار موقفه من الأحداث الجارية في المنطقة والتحديات التي تواجهها إسرائيل في مواجهة الإرهاب.

انتقادات حادة لنتنياهو بعد اعتذاره لقطر

هاجم عدد من وزراء الائتلاف والمعارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك بعد اعتذاره لرئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن محاولة اغتيال قيادة حماس التي نفذتها إسرائيل في الدوحة في وقت سابق من هذا الشهر، جاء ذلك خلال لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، حيث اتصل نتنياهو بالشيخ محمد واعتذر له، كما تعهد بعدم مهاجمة قطر مرة أخرى.

ردود فعل قوية من الوزراء

في سياق الانتقادات، صرح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأن الضربة ضد كبار مسؤولي حماس في دولة عدو مثل قطر كانت ضربة مهمة وعادلة، وأكد على ضرورة أن يدرك قادة حماس أنه لا يوجد مكان آمن لهم في العالم، بينما انتقد تصرف نتنياهو بالاعتذار، مشيرًا إلى أن قطر تدعم وتمول حماس. من جهته، وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش اعتذار نتنياهو بأنه "عار" لدولة تدعم حماس، مؤكدًا على ضرورة وضع خطوط حمراء له قبل اللقاء مع ترامب.

دعوات للاعتذار لمواطني إسرائيل

من ناحية أخرى، عبر رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان عن استيائه من اعتذار نتنياهو، معتبرًا أنه من غير المعقول أن يعتذر لدولة لم تدن الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر، بينما لم يعتذر لشعب إسرائيل. كما انتقد زعيم المعارضة يائير لابيد نتنياهو على منصته، داعيًا إياه للاعتذار لمواطني إسرائيل عن الدمار السياسي ومحاولة تمرير قانون التهرب من التجنيد أثناء الحرب. وفي نفس السياق، هاجم رئيس حزب الديمقراطيين يائير جولان نتنياهو لعدم اعتذاره عن أحداث 7 أكتوبر، مشيرًا إلى أنه لن يُغفر له ذلك أبدًا.

خلال المكالمة مع رئيس الوزراء القطري، أوضح نتنياهو أن إسرائيل تأسف لمقتل أحد مواطني قطر في الضربة، وأكد أن الهدف كان حماس وليس القطريين، كما شدد على التزام إسرائيل بعدم انتهاك السيادة القطرية مرة أخرى.