في تحليل الفارق بين خطة ترامب الأساسية والتعديلات التي فرضها نتنياهو، يتضح أن التغييرات التي أجراها نتنياهو تعكس تطلعاته الأمنية والسياسية بشكل واضح حيث تمكن من ضمان بقاء الجيش الإسرائيلي في معظم أنحاء غزة حتى بعد الانسحاب الأولي وهو ما يعكس قلقه من نزع السلاح وعدم تكرار الأحداث السابقة بينما كانت الخطة الأصلية تركز على تسليم الأراضي تدريجياً دون تحديد واضح للمعايير الزمنية أو الشروط المتعلقة بنزع السلاح وهو ما يجعل التعديلات الجديدة أكثر توافقًا مع المطالب الإسرائيلية في الوقت الذي تظل فيه حماس أمام تحديات كبيرة في قبول هذه الشروط التي قد تؤثر على قوتها ونفوذها في القطاع من جهة أخرى، فإن التعديلات توضح مدى تأثير السياسة الأمريكية على مجريات الأمور في المنطقة وكيف يمكن أن تؤدي إلى تغييرات جذرية في العلاقات بين الأطراف المعنية.
تطورات جديدة في خطة السلام: نتنياهو وترامب
كتب: سارة أبو شادي
في مساء يوم الاثنين، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من البيت الأبيض وهو يشعر بالثقة، بعد قبول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، حيث أكد نتنياهو في مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أن العالم بأسره يضغط على حماس لقبول الشروط التي تم وضعها، والتي تشمل إعادة جميع الأسرى، سواء الأحياء أو الأموات، مع بقاء الجيش الإسرائيلي في معظم أنحاء القطاع، وقد أضاف نتنياهو بلهجة منتشية "من كان ليصدق ذلك؟"، في محاولة منه لتصوير رحلته بشكل إيجابي أمام قاعدته الشعبية.
مفاوضات حساسة حول الانسحاب ونزع السلاح.
تتضمن المفاوضات حول الانسحاب الإسرائيلي من غزة تغييرات كبيرة، حيث سعت الولايات المتحدة لمعالجة القضيتين الحساسة المتعلقة بالانسحاب ونزع السلاح بشكل غامض، حيث نصت النسخة المحدثة من خطة السلام على أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ستنسحب إلى الخط المتفق عليه، مع الإشارة إلى خريطة جديدة توضح ثلاث مراحل للانسحاب، مما يسمح للجيش الإسرائيلي بالبقاء في معظم أنحاء القطاع حتى بعد الانسحاب الأول، بالإضافة إلى وجود منطقة عازلة أمنية حول القطاع بأكمله، وهو مطلب إسرائيلي مهم.
شروط نزع السلاح وتأثيرها على حماس.
فيما يتعلق بنزع السلاح، تمكن نتنياهو من تأمين تغييرات بارزة بعد اجتماعات مطولة مع المبعوث الأمريكي، حيث تضمنت الخطة الجديدة شروطًا تتعلق بتفكيك البنى التحتية العسكرية الهجومية، بما في ذلك الأنفاق ومرافق إنتاج الأسلحة، كما تم وضع عملية لنزع السلاح تحت إشراف مراقبين مستقلين، مما يزيد من تعقيد موقف حماس، التي قد تجد صعوبة في قبول هذه الشروط دون تقديم تنازلات كبيرة.
تتوقع الولايات المتحدة ردًا من حماس قبل نهاية الأسبوع، لكن من غير المرجح أن تقبل الجماعة المسلحة المقترح كما هو، بل ستسعى لتقديم تعديلات خاصة بها، مما يجعل المشهد السياسي في المنطقة أكثر تعقيدًا، ويجعل من الصعب على الدول الوسيطة إقناع حماس بقبول الشروط المفروضة.
التعليقات