تعديلات مفاجئة أغضبت العرب عندما قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإدخال تغييرات جذرية على خطة ترامب للسلام في غزة، الأمر الذي أثار استياء المسؤولين العرب المشاركين في المفاوضات، حيث اعتبروا أن هذه التعديلات قد تقلب موازين الأمور بشكل جذري، فقد كانت الخطة في الأصل تتضمن نقاطًا هامة تتعلق بالانسحاب الإسرائيلي وحقوق الفلسطينيين، لكن تدخل نتنياهو أضاف شروطًا معقدة قد تعرقل أي تقدم، مما جعل حماس تشعر بالضغط، وأدى ذلك إلى توتر العلاقات بين الأطراف المعنية، وخصوصًا مع الدول العربية التي كانت تأمل في تحقيق سلام دائم، وبذلك يصبح من الصعب الوصول إلى توافق شامل يرضي جميع الأطراف، مما يضع السلام في المنطقة على المحك.

خطة السلام في غزة: تفاصيل جديدة وآثارها

في يوم الإثنين، قدم الرئيس ترامب خطة السلام الخاصة بغزة، حيث تضمن العرض تغييرات جوهرية طلبها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مما أثار ردود فعل غاضبة من المسؤولين العرب المشاركين في المفاوضات، وفقًا لمصادر مطلعة تحدثت لموقع "أكسيوس" الأمريكي، وقد تم تقديم الخطة على أنها بسيطة ومباشرة، حيث يتفق فيها كل من إسرائيل والولايات المتحدة وشركاؤها العرب على التصور النهائي، بينما يبقى خيار حماس في قبضة التقييم.

خلال النقاشات التي جرت في البيت الأبيض، كان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يعرض الخطة على قادة حماس في الدوحة، حيث أبدى قادة حماس استعدادهم لدراسة المقترح بحسن نية، في الوقت الذي كان نتنياهو يتصل بالشيخ آل ثاني للاعتذار عن الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة، والتي كانت شرطًا لاستئناف الوساطة القطرية مع حماس، ويأمل المسؤولون الأمريكيون في الحصول على رد من حماس قبل نهاية الأسبوع، رغم عدم تحديد موعد نهائي.

التغييرات المثيرة للجدل في الخطة

تشير التقارير إلى أن الصفقة المعروضة حاليًا على حماس تختلف بشكل كبير عن تلك التي تم الاتفاق عليها سابقًا بين الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية والإسلامية، وذلك بفضل تدخل نتنياهو، حيث نجح في إدخال تعديلات على نص الخطة، خاصة فيما يتعلق بشروط وجدول انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، حيث يربط المقترح الجديد الانسحاب بتقدم عملية نزع سلاح حماس، مما يمنح إسرائيل حق النقض على سير هذه العملية.

الأمر الذي أثار استياء المسؤولين من السعودية ومصر والأردن وتركيا، الذين عبروا عن غضبهم من هذه التغييرات، رغم محاولات قطر لإقناع إدارة ترامب بعدم نشر الخطة التفصيلية، إلا أن البيت الأبيض أصر على ذلك، مما أدى إلى إصدار ثماني دول بيانًا مشتركًا يرحب بإعلان ترامب، دون تقديم دعم كامل للخطة، ما يعكس حالة من التوتر وعدم اليقين في الأوساط العربية.

الأبعاد المستقبلية للخطة

تتضمن خطة ترامب وعودًا بزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما تشمل دعم الإدارة الأمريكية لمسار موثوق نحو تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية، مع تعهد الولايات المتحدة باستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث تنص الخطة على إعادة جميع الأسرى الأحياء والقتلى خلال 72 ساعة من قبول إسرائيل العلني للاتفاق، لكن يبقى من غير الواضح ما إذا كان قبول نتنياهو للخطة قد أطلق هذه المهلة الزمنية.

حتى في حال ردت حماس بالإيجاب، فمن المحتمل أن يستغرق الوصول إلى اتفاق نهائي وقتًا أطول بكثير، ومع ذلك، يأمل المسؤولون الأمريكيون في الضغط على حماس لقبول الخطة، حيث أشار بعضهم إلى وجود مؤشرات على استعداد بعض قادة حماس للمضي قدمًا، وفي حالة الرفض، أكد ترامب دعم الولايات المتحدة الكامل لإسرائيل للقيام بما يلزم لتحقيق أهدافها في المنطقة.