أشاد السفير الألماني بالقاهرة يورجن شولتس بالدور المصري في قضية فلسطين واعتبره مسؤولًا وذكيًا حيث أكد على أهمية الوساطة المصرية في تحقيق السلام بين الأطراف المتنازعة وأشار إلى الجهود المبذولة في ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس والتي تعكس التزام مصر الثابت بالقضية الفلسطينية كما سلط الضوء على المساعدات الإنسانية التي تقدمها القاهرة للمناطق المتضررة في غزة والتي تعتبر جزءًا من الحلول المستدامة التي تساهم في تحسين الأوضاع المعيشية هناك وأكد شولتس على ضرورة دعم المجتمع الدولي لمصر في هذا الدور الحيوي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

ألمانيا وإسرائيل: علاقات خاصة ونقد بناء

في تصريحات جديدة، أكد السفير الألماني بالقاهرة، يورجن شولتس، أن بلاده تقف إلى جانب إسرائيل، وذلك انطلاقًا من العلاقات التاريخية بين البلدين، لكن من المهم أن نفهم أن هذا الدعم لا يعني بالضرورة تأييد كل ما تقوم به إسرائيل، حيث أشار شولتس إلى أهمية النقد البناء للسياسات الإسرائيلية، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها المدنيون في غزة، واصفًا الوضع هناك بأنه تحول إلى جحيم وكابوس على الأرض، وأكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن بما يتماشى مع القوانين الدولية.

دعم ألمانيا للقضية الفلسطينية

شدد السفير الألماني على أن الحكومة الألمانية الجديدة، التي تولت مهامها في مارس الماضي، اتخذت مواقف أكثر انتقادًا تجاه إسرائيل، خاصة بعد المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون، وأوضح أن ألمانيا تدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني منذ سنوات طويلة، ليس فقط من خلال التصريحات، بل عبر تقديم الدعم المالي والمشورة، حيث بلغت المساعدات الألمانية المقدمة إلى غزة والسلطة الفلسطينية نحو 300 مليون يورو، وأكد أن الحل المستدام لا يمكن أن يتحقق دون مشاركة الفلسطينيين، وأنه من الضروري أن يعيش الشعب الفلسطيني بجانب الشعب الإسرائيلي في سلام.

الدور المصري في القضية الفلسطينية

أشاد السفير شولتس بالدور المصري في قضية فلسطين، واصفًا إياه بالمسؤول والذكي، سواء في ملف الوساطة مع الولايات المتحدة وقطر، أو في جهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية المتواصلة وخطة إعادة الإعمار التي طرحتها القاهرة، والتي تشكل حاليًا أساس المفاوضات لوقف إطلاق النار، وفيما يتعلق بالاعتراف بدولة فلسطين، أوضح شولتس أن ألمانيا مقتنعة بأن الهدف النهائي هو الوصول إلى اعتراف بدولة فلسطينية، لكن الأهم هو تحديد شكل الدولة الفلسطينية المستقبلية عبر مفاوضات تؤدي إلى حل الدولتين، كما تطرق السفير إلى الملف الإيراني، مشيرًا إلى أهمية تفعيل "آلية الزناد" وضرورة الوصول إلى حلول سلمية.